المقالات

اوقفوا تغول العشائر..!

1891 2018-12-17

علي الطويل

 

لعل من اخطر المشكلات التي اعترضت تطور وانتعاش المجتمع ورقيه في العراق هو العنف العشائري ،والعنف العشائري بشكل مبسط هو قيام مجموعة من الافراد تنتمي الى عشيرة ما بالاعتداء الجسدي او اللفضي على فرد او افراد اخرين من عشيرة اخرى ، وهو من اخطر انواع العنف وذلك لاستخدامه كافة انواع القوة التي قد تودي بحياة الاخرين ، وعلى طول مراحل التاريخ المعاصر للعراق نجد انه في كل زمان تضعف فيه الاداة التنفيذية في الدولة ؛لأي سبب كان؛ يزداد نفوذ العشيرة وهيمنتها وسطوتها ، فغياب تنفيذ القانون يؤدي الى ان تاخذ العشيرة دورها في استحصال الحقوق ،والكثير من افراد المجتمع عندما لايجد جدوى من اللجوء الى اجهزة الدولة في استحصال حقه المسلوب ، فان العشيرة تكون هي الملجأ لكي تنتزع حقه من الافراد او الجماعات التي سلبته . واخطر مانؤشره في هذا المجال هو امتداد هذا العنف في ايامنا هذه الى كافة مؤسسات الدولة الصحية والمدرسية والجامعات والمؤسسات الخدمية وكذلك في التنافس على بعض المناصب الحكومية ، اذ شهدنا مجموعة كبيرة من ظواهر العنف وفرض الاتاوات وفرض بعض الامور التي تتقاطع مع خطط الدولة وبرامجها ، وقد يكون هذا الذي يحدث من اسوء مامرت به الدوله العراقية في تاريخها المعاصر .ونستطيع ان نجمل عدة اسباب لازدياد حدة العنف بهذه الطريقة في وقتنا هذا ومنها:
*غياب سلطة القانون وضعف تنفيذه من قبل الاجهزة التنفيذية واسباب ذلك متعددة واولها الفساد المالي وعدم كفائة القائمين عليها وعجزهم عن وضع الخطط الكفيلة باستيعاب العشائر وجعلها سندا لاجهزة الدولة بدل ان تكون معوقا لتنفيذ القانون ، وكذلك المجاملة في تطبيق هذا القانون وفق المصالح الخاصة للقائمين على تطبيقه 
*الاجندات الخارجية التي تريد تمزيق وحدة الصف العراقي بشتى انواع العنف ومنها العنف العشائري عبر ضخ الاموال وافتعال الازمات بين العشائر المختلفة 
*اهمال الحكومات المتعاقبة لوضع برنامج سياسي قانوني اجنماعي للقضاء على الظاهر السلبية ومنها المشاجرات العشائرية التي تحدث بشكل يومي ، في الدوائر الحكومية والاسواق والمؤوسسات المختلفة .
*انتشار السلاح بكافة انواعه الخفيف والمتوسط وحتى الثقيل في بعض الاحيان وعدم السيطرة على تهريبه مما ادى ان يكون ذلك سببا للارتزاق والمتاجرة عبر التهريب.
*ضعف الاعلام وقلة البرامج التي تزرع روح المحبة والتألف والتكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع .
*ولعل العامل الاقتصادي وفقدان فرص العمل ايضا هو احد الاسباب التي تؤدي الى العنف عبر ايجاد طرق بديله لتمويل الفرد لنفسة وسد حاجته اليومية فيتخذ الاساليب الغير مشروعة في استحصال الرزق ومنها التسليب ونهب اموال الدولة محتميا بقوة عشيرته .
وتاتي زيادة خطورة العنف العشائري من امتداد وجود العشائر في ارجاء مختلف من العراق فاي شرارة ممكن ان تمتد الى محافظات اخرى ، وما حدث في البصرة خير دليل على ذلك. ونحن في هذا الحديث لانرغب ان يفهم اننا نريد ان نبخس دور العشائر العراقية التي كانت لها ادوار كبرى في صناعة التاريخ المعاصر للعراق ، واخرها استجابة العشائر العراقية لفتوى الجهاد الكفائي وزج ابنائها في الحشد الشعبي ، ونخوتها لحاجة الوطن لابنائه بعد احتلال داعش لثلث ارض العراق . ولكن مايهمنا هو هذه الظاهرة السلبية التي تفشت وبشكل كبير في مجتمعنا وغياب الحلول العملية لاحتوائها .
لذلك فان من المهمات الكبرى للدولة للمرحلة المقبلة هو ايجاد الحلول لاسباب هذا العنف وتجاوز كافة اسبابة ومعالجة ظواهرة بشكل خلاق يحفظ كرامة العشيرة وافرادها ويفرض سيادة القانون عبر تقوية الاجهزة التنفيذية معنويا وماديا والقضاء على الخمول واللامبالات في ادائها ،وايجاد القوانين اللازمة التي تضع الحلول لهذا العنف الذي اذا ماترك فانه سيكون احد الاسباب الرئيسة لتمزيق وحدة الصف وسيكون بديلا للطائفية والعرقية وسنشهد اقطاعات عشائرية لها كيانها بغياب كيان الدولة واجهزتها 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك