المقالات

إقتلوا الكرد الفيليين لأنهم أصلاء!


قيس النجم


مشتركون في المأساة مع الشيعة العرب في وسط وجنوب العراق، كانوا ضحية مؤامرات ومكائد دبرها النظام المقبور، ليتم تسفيرهم خارج العراق، فإسقطت عنهم الجنسية العراقية، وتجاهل الطاغية كل الحقائق التاريخية التي تثبت الروابط القديمة، والأواصر المتينة بين الكرد الفيليين، وبقية المكونات على حد سواء، لكنه أبادهم بطريقة متوحشة بربرية، فأجبروا على الرحيل وتم إلقاؤهم على الحدود العراقية الإيرانية، ونهبت كل ممتلكاتهم وأموالهم، حتى أوراقهم الثبوتية لكي لا يتمكنوا مستقبلا من المطالبة بجنسياتهم، وحقوقهم المسلوبة.
تجاوز النظام الصدامي كل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية فقد تم إعتقال الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين (18ـ 28) وإيداعهم السجون ويشير بعض مَنْ نجا من الأساليب القمعية الى أنه تم إستخدام بعضهم في التجارب الكيماوية والبيولوجية وكدروع بشرية في الحرب العراقية الإيرانية بين الأعوام (1980ـ 1988).
مصائب كبيرة أصاب هذا المكون الأصيل، حيث تم إجبار بعض العوائل الكردية الفيلية على السير في حقول الألغام لتفجيرها بأجسادهم العارية، لتمهيد الطريق للقطعات العسكرية المهاجمة في الحرب، وأشار العديد منهم الى صنوف التعذيب البشع في سجون النظام ورهبته وظلمه، بعد أن تعرض له هؤلاء العراقيون الأبرياء، الذين لا ذنب لهم إلا أنهم إختاروا التابعية الإيرانية، أيام الصراع القائم بين السلطتين العثمانية التركية، والصفوية الإيرانية، واختيارهم كان بسبب التقارب الروحي والمذهبي، لأنهم أتباع الإمامية الاثنى عشرية.
عقاب يدنى له الجبين من النظام السابق، إذ كانت الجريمة إبادة جماعية، لمجاميع بشرية لها كل الحق في العيش الكريم على أرضهم ووطنهم، وما زالت الى اليوم منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان تتحدث نيابة عن هؤلاء المظلومين، الذين يحاولون بشتى الطرق إثبات جنسيتهم وحقوقهم المادية والمعنوية والسياسية التي حرموا منها عقوداً طوال ولا زال الصندوق البعثي البغيض يكشف لنا يوما بعد آخر المفاجآت والغرائب والمصائب التي حدثت لهؤلاء المظلومين.
الغريب في الامر هو الاستمرار من قبل الحكومات المتعاقبة ما بعد التغيير، على معاقبتهم وتجريدهم من حقوقهم المشروعة، وكأنهم ليس بعراقيين أصلاء، حتى لو ردوا لهم القليل من حقوقهم المغتصبة المادية، ولكن اين حقوقهم السياسية كمكون اصيل وجزء من هذا الشعب؟! 
ختاماً: هناك أجيال ولدت في المهجر، بعد عقود القمع والتشريد منذ عام (1980) وحتى سقوط النظام البائد، وهذه الأجيال تتنمى العودة لحضن الوطن، فهل تنبهت الحكومة لهؤلاء الشباب؟ وما هي حجم معاناتهم كونهم من عوائل عانت ما عانت؟ وهل أدركت عمق مشكلتهم؟ وهي أنهم يشكون قضية هوية ووطن فهل من منصف ينصف هؤلاء؟ أسئلة لابد من الإجابة عليها من قبل الحكومة، ولكن لا حياة لمن تنادي!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك