عمار الجادر
طلب مني استاذي ان اكتب عن العنف! وارسل لي انواع منها الاسري والسياسي وغيرها، لكن لبرهة نحن غافلون عن سبب رئيس لجميع انواع العنف، وهو العنف الفكري.
العنف الفكري هو سم قاتل، يقتل الروح الانسانية، ويأتي من اناس مرضى نفسيين، بحيث لديهم الاستعداد لتشويه اي فكر صاحي وجميل، وطبيعة النفس البشرية تميل الى كسر الروتين الفكري، وذلك بسبب تصميم العقل، لكن هناك افكار تحطم خلايا العقل الرافضة للخروج عن سيطرة المنطق، وهذا ما يحدث لابنائنا في مرحلة المراهقة، التي تعد اخطر مرحلة، وذلك لتحرر ضعف الخلايا العقلية الموجودة اصلا، وهكذا تستطيع اما ان تبني جيلا او تدمره.
ان نشأة الشاب يجب ان تكون تحت رقابة شديدة، ويجب ان يكون هناك تمهيد من قبل قائد الاسرة لهذه المرحلة، لذا عندما يعلمنا رسول الاسلام عن كيفية التربية، يقسم طور الاعداد على ثلاث مراحل حتى الخامسة عشر من العمر، وهي المرحلة الحرجة تماما، حيث في القسم الاول يقول علموهم، ثم اضربوهم ثم اخوهم، وبهذا تستطيع ان تنتج نبات قادر على مواجهة الجو الخارجي، الممزوج بين شدة ورخاء.
في عصرنا الحالي، هناك تيهان واضح لدى الشباب، وسرعة اعتناق افكار منحرفة، وذلك بسبب العنف الفكري المقصود، والتقصير الواضح من الراعي، لكن في نهاية المطاف نتفاجأ بموت روحي وعقلي لفلذات اكبادنا، هذا اذا سلم الطفل من امراض العزلة الفكرية كالتوحد وما شابه، فمن يا ترى يجب ان يتصدى لذلك؟!
بين فترة واخرى تظهر لنا هجمة عنيفة فكريا، مصحوبة ببعض الالعاب الالكترونية الساندة، فلو لاحظنا فترة ترويج الالحاد، كانت مزامنة مع لعبة ( كلانش) التي توهم بقدرة الفرد على انشاء ممالك ومحميات، وفي الحقيقة هي دعوة للتفرد بالقرار وعدم اخذ المشورة، واليوم فكرة العزل الاجتماعي معتمدة على مبدأ الايثار وخوض الحروب، تجد ان هناك لعبة داعمة لها كلعبة البوبجي الالكترونية، وطبعا هذا العنف غير محسوس.
العنف الفكري من اخطر انواع العنف، وهو الذي ينمي الانواع الاخرى، كالعنف الاسري والمجتمعي، لذا تجدنا اليوم بأمس الحاجة لتصدي القدوة الصالحة، وهذا تكليف شرعي على كل راع لرعية.
https://telegram.me/buratha