قيس النجم
الرغبة كبيرة في التواصل مع أبناء جيشه ولو أنه مرتعب كثيراً، أقوى جيش في العالم، حارس المنطقة العربية من عصابات داعش كما يدعون، والقضية لا تحتاج الى المتمنطقين، لتفسير زيارة الرئيس دونالد ترامب المفاجئة، مع السيدة الأولى في أمريكا الى العراق، وهي ببساطة تهنئة الجيش الأمريكي المنسحب من الأراضي السورية، لقاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية، وهي على عادة الرؤوساء الأمريكان منذ أعوام.
إعصبوها برأسي وقولوا: جَبُنَ ترامب لأنه لا يشعر بالأمان لإعلان زيارته الى العراق، وحرص الأحمق ترامب على تلميع صورته أمام الجيش الأمريكي.
أمريكا خططت لتثبيت وجود قواتها المنسحبة من سوريا، وتعمل اليوم على إنشاء قاعدتين رئيستين في الأنبار الأولى: تزعم بها أمريكا أن قواتها المستقرة في قاعدة عين الأسد، هي لأغراض إستشارية وتدريبية للجيش العراقي، والثانية في منطقة التنف، التي يقال أنه تم البدء بإنشاء القاعدة الثانية فيها، وبشكل سري للغاية لأنها تقع على الحدود العراقية السورية.
إغلب الظن أن القاعدة الثانية، ستكون موقعاً لشن هجمات على حزب الله اللبناني، لقربها من الحدود السورية المجاورة للبنان، وهذا يتعارض مع مبادئ شعبنا وحكومتنا، وكذلك ضد توجهات مجلس النواب العراقي ممثلو الشعب، لذا من الضروري المطالبة بخروج القوات الاجنبية من الأراضي العراقية نهائياً، ورفض عبارة إستخدام العراق مسرحاً، لشن هجمات على سوريا، أو لبنان، أو إيران جملة وتفصيلاً.
سيادة العراق خط أحمر، هذا ما تتفق عليه جميع القوى السياسية والشارع العراقي، ولكن قضية تمركز القوات الأمريكية في العراق، وتصريحات ترامب بأنه لن يسحب قواته من العراق، وأن السيد عادل عبد المهدي على علم مسبق بزيارة ترامب، لقواته المتواجدة على أرض العراق، لكن الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية، هي أن زيارة ترامب بدت وكأنها لقاء مؤجل بإرادة عراقية، مع أن موقف عبد المهدي الرافض للقاء ترامب أمر يحسب له، لأن الموقف الأمريكي لم يكن بالمستوى المطلوب، خاصة فيما يتعلق بإتفاقية الإطار الإستراتيجية، والأمنية مع العراق، منذ عام (2009) ولغاية اليوم.
الأوساط النيابية إستنكرت زيارة ترامب لقاعدة عين الاسد، وعدّوها إنتهاكاً لسيادة البلاد، وكأنها زيارة هزت عرش السيادة العراقية، لكن بعيداً عن جنون الفضائيات والإعلام، يمكن اعتبارها قضية للرفض العراقي للزيارة، كما أن ضغط الشارع النيابي والعراقي بات مفيداً، للإسراع بتشريع خروج القوات الأمريكية من العراق، خاصة وأن البيت الأبيض أكد في تصريحاته، حول الإبلاغ بالزيارة قد جاء قبل فترة قصيرة جداً، ولذلك لم يتم التهيئة الكافية، لإجراء اللقاء مع عادل عبد المهدي.
ختاماً: الساسة لا يملكون غير الإستنكار، وما أجمل الإستنكار في بلدي، وإن القرارات المصيرية للعراق ليست في أيديهم، وأغلبهم كمبارس في مسلسل البرلمان النائم، وفي الاحلام هائم، ناموا وعين الله ترعاكم، حتى وإن حلقت طائرة ترامب المظللة.
https://telegram.me/buratha