عمار عليوي الفلاحي
ينطوي مفهوم العنف بتعريفهِ اللغوي والإصطلاحي على عدةٍ معان،أنسب تلك التعريفات، هو إعتبار العنف كل سلوك يتضمن القوة والشدة والتقريع ينزله الإنسان بالإنسان،لذلك يقع في الأقوال والأفعال،
ومن موارد العنف الأكثر تأثيراً في الإطار المجتمعي، هو ( العنف المدرسي)خصوصاً الساخر منه، ويكمن تأثيرهُ إذا كان واقع في المراحل الإبتدائية، نظراً لتزامنه مع بداية إكتساب الطفل اللغة والنمو الذهني ، وإنتقاله بترجمة السلوك والأقوال بسلبها وإيجابها ظاهرياً، بعد ماكانت على قيد الخيال، كما يكسب التلميذ بفترة الستة سنين الاولى تصاعد، بحسب التركيب الفلسجي له حالة من الإستثارة العامة، تعبر عن نفسها بتغيرات في شدة المشاعر.
ومن الخطأ جداً، إختزال "العنف المدرسي" على قيام بضرب التلاميذ، دونما النظر لما يؤول اليه العنف الساخر والإستهزائي. الذي يوجههُ المعلم للتلميذ ويجعله سخرية لأقرانه ، مما يشكل عند التلميذ،منظومة عقد تلازمه ملازمة لصيقة، إضافة الى أن التصرف ينم عن إخلال علمي وتربوي، بالبنية التربوية، فيما يشكل هذا السلوك حالة من فقدان الثقة مابين أولياء الأمور من جهة ومابين المعلم من جهة أخرى، الامر الذي ينتج عنه فقدان أوثق حلقة إرتباط، في السلسلة التربوية للتلميذ. والرابطة مابين البيت والمدرسة، كون الإهانة توجه للتلميذ وأسرتهِ معاً،
رغم المنع الشرعي والقانوني القاضي بموجبه منع ضرب المعلم للتلميذ، إلا انه من الممكن جدلاً، أعتباره يندرج ضمن إطار الحرص على التلميذ كما لو يحرص المعلم على إبنه، لكن من المستحيل المطلق. إعتبار إستهزاء المعلم للتلميذ بسب تدني مستواه العلمي، أمام الطلبة او اي فرد أخر او حتى بينه وبين تلميذه، حرص او تقويم، او لمصلحة التلميذ، مطلقاً، ولايمكن منطقياً، تفسير سخرية المعلم بغير الإهمال المقصود. وعدم إحساسه بالمسؤولية الاخلاقية والعلمية والشرعية،
سابقاً كنت متردد من المطالبة، بضرورة إخضاع لقسم من المعلمين. الذين يتبنون العنف المدرسي، لرعاية المرشد التربوي المتخصص، بالعلم النفس التربوي، لأن هذا التصرف إما ناجم عن إستهتار المعلم، او نتيجة لضغوطات حياتية، لكن بعد وقوفي على حالات، إستهزاء سافرة من قسم من المعلمين او المعلمات، بطفل بالصف الاول ابتدائي. بسب خجله المفرط من الانسجام مع التجربة الدراسية الحديثة بعدهه، وهي طبيعية جداً، بحسب سيكلوجية الطفل.، اصبح أتمنى عرض من يقوم بهذا التصرف من الهيئات التربوية، على متخصصي علم النفس التربوي، لتبيان ضرورة التحفيز للطفل المتردد او البليد، وكيف ينمي التشجيع قابليات التلميذ،على الإقبال على الدراسة، بدلاً من استحقاره وجعل المدرسة عقدته الدائمة،
https://telegram.me/buratha