علي الطويل
كشفت زيارة الرئيس الامريكي الى قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار ، عن امور كثيرة كانت غائبة عن اذهان العراقيين ، فالعراقيون في العادة ينشغلون ولكن لاينسون كما يضن الكثير ، اذ ان الامريكان والحكومة العراقية السابقة بعد احداث ٢٠١٤ كانو يؤكدون وعلى الدوام ، ولايام قليلة قبل انتهاء تكليف تلك الحكومة ، يؤكدون ان الوجود الامريكي هو عبارة عن ستة الاف جندي مهمتهم التدريب والاستشارة والتنسيق بين القوات الامريكية والقوات العراقية في التحالف ضد داعش . هذا ماكان يسمعه العراقيين من رئيس الحكومة العراقية السابقة وماسمعه العالم باجمعه .
الا ان ماجعل الانظار والتساؤلات تتجه مرة اخرى لهذا التواجد هو قرار الرئيس الامريكي بسحب القوات الامريكية من الاراضي السورية ، حيث اشارت بعض التقارير الى انسحابهم سيكون باتجاه الاراضي العراقية وخاصة في القاعدة التي انشأها الامريكان في اربيل . وعزز هذه التساؤلات التصريحات التي اطلقها ترمب من قاعدة عين الاسد ، واطلاق التهديدات تجاه الاخرين من الاراضي العراقية مع انها زيارة غير شرعية ، وفقدت ابسط القواعد البروتوكولية. اذ كشفت بعض التقارير الصحفية الى وجود ستة قواعد عسكرية امريكية في العراق ، وهو امر في غاية الخطورة على مستقبل العراق وسيادته ، فاذا كان الوجود الامريكي في العراق هو لغرض التدريب والاستشارة فما هو الهدف من هذا العدد الكبير هذه القواعد ، خاصة وان بعضها واسعة جدا واقيمت عليها منشات ضخمة توحي بنيتهم في البقاء لفترات طويله مثل قاعدة اربيل وعين الاسد .
لقد اجمع العراقيون بجميع اطيافهم على رفض الوجود الامريكي في العراق واعتبروه خارج اتفاقية الاطار الاستراتيجي ، التي وقعها العراق والولايات المتحدة والتي انسحبت بموجبها معظم القوات الامريكية في العراق . ان التواجد الامريكي بهذا الحجم في العراق اصبح موضع رفض شديد خاصة بعد القضاء على داعش ، وتنامي قدرة العراقيبن على مسك مسك الحدود وتحقيق الامن في البلاد . وقد اثبتوا انهم قادرين من خلال الامكانيات الكبيرة التي اظهرتها قوات الحشد والجيش في تحرير الموصل وباقي مناطق العراق .لذلك فان التواجد الامريكي اصبح لامبرر له من الناحية الفنية ، كما ان اوضاع المنطقة اصبحت تتجه نحو تحقيق الاستقرار والامن وخاصة في سوريا مما يجعل تواجد القوات الامريكية امر غير مرغوب فيه ، بل انه موضع ريبة وشكوك لما تريده الولايات المتحدة لما تخطط له في هذه المنطقة . لذلك فعلى الحكومة العراقية اتخاذ موقف حازم تجاه التواجد المكثف لهذه القوات وتقليص عدد هذه القواعد بشكل تدريجي ، وسحب الجنود الذين انتفت الحاجة لوجودهم وتقليص اعدادهم تمهيدا للانسحاب الكامل من الاراضي العراقية . وذلك لان العراقيين اصبحوا ينظرون الى التواجد الامريكي على انه قوة احتلال وليس قوة سلام .
https://telegram.me/buratha