المقالات

عمليتنا السياسية..ديمقراطية الرماد..!

1496 2019-01-03

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يتعين على المنخرط بحقلي السياسة والإعلام، ولكي يقرر أن يجب أن يضع قدمه، أو يقرر ما هي الخطوة التالية، أن يتلفت دوما الى الخلف، الى الماضي بمدياته الاثلاثة، البعيد بدروسه وعبره، والمتوسط بإلهاماته الفكرية، والى الماضي القريب المليء بالآلام كي يتجنب الألم مرة ثانية.

الحياة تنفتح بإستمرار على أسئلة ضاغطة، تتحول الى حق أسمه حق التساؤل، يمنحني كما يمنح سواي، مشروعية  أن أتسائل وبشكل ملح، أين سيجد المواطن العراقي المشحون قهرا وألما، أمنه الاجتماعي والاقتصادي؛ في دولة تعمل بعض القوى السياسية الكبرى؛ على تشظيتها في قبلية سياسية مفرطة، نبعيدة كل البعد عن كل ما هو ممكن وإيجابي؟!

نحاول البحث هنا وهناك عن الأجابة، فنجدها على ألألسن تتردد بلا وجل فتقول؛ إننا لا نريد إلا أن نمارس ديمقراطية حقيقية، وليست هذا النوع من الديمقراطية، وليست ديمقراطية التحاصص الحزبية، والتي يمكن أن نطلق عليها ديمقراطية التلاصص! كإشتقاق لغوي من اللصوصية السياسية، التي وصمت واقعنا السياسي والاجتماعي، منذ أن أزيح عن كاهلنا هبل بكل ثقله الحجري..

الحقيقة المرة التي يجب أن نقر بها جميعا، ساسة وإعلاميين ومتابعين؛ وصولا الى رجل الشارع، هي أن العملية السياسية لدينا أمر مندوب بحد ذاته، ولكن ما لدينا منها، لا ينتمي الى الديمقراطية بأبسط أشكالها، لأن معظم القوى السياسية تسعى الى السلطة من خلال آليات الديمقراطية، لتحقيق هدف السلطة، وليس لتحقيق الديمقراطية، وأن الديمقراطية تنتهي عندها بمجرد ملامسة حافات هدفها، وبعد ذلك تسلك مسالكا لتحقيق غاياتها، كلها لا تنتمي الى الديمقراطية بأي شكل من الأشكال.

 أن القوى السياسية؛ التي لا تعمل على تحقيق أرادتنا بالديمقراطية التي ننشد، باتت تشكل عبئا على العملية السياسية، وعائقا كبيرا في طريق مسيرتنا، ويتعين علينا كشعب وكوسائل أعلام؛ وكقادة رأي أن نثقف على البحث؛ عن بدائل مقبولة ومناسبة تخدم تحقيق حلمنا.

عملية البحث عن بدائل مناسبة، تقتضي أن نضع أقدامنا على نقطة شروع حقيقية، وتتمثل هذه النقطة في أن نستبعد تماما أي قوة سياسية، تقع ضمن دائرة القوى المعرقلة للديمقراطية الحقيقية، لسببين لا ثالث لهما.

 الأول أن مثل هذه القوى؛ قد أعطيت الفرصة الكافية، وأنها فشلت بالكثير من التفاصيل، ولكنها حققت نجاحا كبيرا في التسيد علينا؛ وهذا لم يكن من ضمن ما كنا نريده منها! والثاني أن لا وقت لدينا لتجريب الهياكل السياسية المعرقلة مجددا، فقد باتت تلك الهياكل عبئا على العملية السياسية وعلى الشعب..!

كلام قبل السلام: الذين يسرجون القناديل يحصلون على الضوء، أما الذين يوقدون النيران؛ فإنهم يحصلون عادة على الرماد..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك