المقالات

مقاطعة اسرائيل مبدأ لاتنازل عنه

1658 2019-01-04

علي الطويل

 

في موقف مثير ولافت مانقلته وسائل الاعلام عن وزير الخارجية العراقي من تصريحات حول اعترافات ضمنية بالكيان الاسرائيلي . هذا الموقف اثار جدلا واسعا في الاوساط السياسية والاعلامية على مدى اليومين الماضيين . فالسيد وزير الخارجية ، الذي استلم مهام عمله منذ فترة وجيزة ، وهو محسوب على اوساط المخضرمين السياسين الذين يفترض ان يكونوا اكثر خبرة بموقف العراق الرسمي والشعبي من قضية الاعتراف باسرائيل باعتبارها قضية راي عام ، وليست قضية عادية عابرة . واعتبارها كذلك قضية مغروسة في ضمير العراقيين سياسيين ونخب واوساط شعبية . فلم يجرء احد حتى في زمن النظام السابق ان يدلي بما ادلى به السيد وزير خارجيتنا . فقضية حل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية مشروع اسرائيلي قبل ان يكون غير ذلك .وان التشجيع عليه وتاييده يعني الاعتراف ضمنيا بوجود دولة اسرائيل ، لها كيانها ومشروعيتها الى جانب دولة فلسطين وهو مالا يرتضيه العقل والمنطق والاعراف السياسية العراقية ، الا اذا كان وزير الخارجية له موقف خاص بمعزل عن والدوله والحكومة والشعب العراقي الذي يمثله في الاوساط العالمية . لقد كان الاجدى بوزير الخارجية ان يرجع الى مجلس الوزراء لكي ينسق موقفا عراقيا وليس موقف وزير عراقي ، فهناك بونا شاسعا بين القضيتين ، فالعراق كشعب وحكومة لايمكن لهم الاعتراف بهذا الكيان اللقيط الذي بني على دماء المسلمين وكرامتهم واغتصاب اراضيهم وانتهاك حرماتهم . ونشهد يوميا تدنيس المسجد الاقصى من قبل العصابات الصهيونية وتضييق الخناق على الفلسطينين من ان يؤدوا عباداتهم فيه بشكل سلس ومريح . لقد كان الاجدى بوزير الخارجية ان يدين هذه التجاوزات على المقدسات الاسلامية والاعمال التعسفية المنافية لابسط حقوق الانسان ضد المسلمين ، لا ان يعطي شرعية للكيان الغاصب .
والمؤسف حقا اننا لم نشهد الى حد اللحظة اي موقف من قبل الحكومة العراقية تجاه هذه التصريحات ، ولا من البرلمان كذلك . لذلك فعلى الحكومة العراقية ان تبدي رايا في قضية التصريحات هذه . وهل كانت موقفا حكوميا رسميا او هو موقف شخصي من قبل شخص وزير الخارجية . وعلى البرلمان ايضا باعتباره ممثلا لمصالح الشعب العراقي ان يسائل الوزير عما صرح به ، لان موقفه هذا لاينسجم مع المبادئ التي يؤمن بها الشعب باعتبار هذا الكيان كيانا غاصبا ومحتلا لاراض اسلامية فيها مقدسات والمساس بها يمس وجدان وضمير الشعب العراقي الذي يمثله هذا الوزير لدى الاوساط الدولية .ان اتخاذ هكذا مواقف حساسة بدون مراجعة الذات والتنسيق العالي بين مؤسسات الدولة حكومة وبرلمان وغيرها يعد انتهاكا صارخا لقواعد العمل السايسي في دولة تحترم نفسها وشعبها ومقدساتها .ان مااقدم عليه وزير الخارجية في تصريحاته توجب عليه التراجع عنها والاعتذار للشعب العراقي الذي اساء اليه بهذه التصريحات التي مست معتقداته ومبادئه واعرافه التي نشا عليها اجيال منذ تاسيس هذا الكيان الى اليوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك