بقلم : سامي جواد كاظم
اصبح الان من السهل كتابة المقال وفي أي موضوع شاء الكاتب والقلة القليلة تراعي التعاليم الكتابية في كتابة المقال والاغلب الاعم منهم استخدم المقال لاستعراض قواه القلمية والكلامية مبتعدا عن المتعارف عليه في كتابة المقال . وانا الاحظ الكثير الكثير منهم اذا ما اراد ان يكتب عن موضوع لا يروق له وقد يكون حقا ان هذا الموضوع الذي يريد ان يكتب عنه هو سلبي الا ان طريقة الكتابة عنه بانامل ذات اظفارطويله جدا ادت الى خدش الورقة التي كتب عليها المقال مع خدش نظر واذن القارئ .
وفي احدى المواقع التي ارها دائما تحوي من هكذا مقالات ولا اعلم ماهي الموازين التي تعتبرها ادارة هذا الموقع في انتقاء المقال الصالح عن الطالح . صحيح ان النهج المتبع لدى كل وسائل الاعلام قاطبة انها تنشر ما يتفق والممول وبعكسه لا يكون ملائم للنشر بعيدا عن احقيته او بطلانه المهم انه مخالف لراي صاحب الجلالة .الا ان اعلان الموقع ان المقالات ليست بالضرورة تعبر عن وجهة نظر صاحب الموقع ويقوم بحذف ما يشاء من مقالات واردة اليه ونشر مقالات كلها كلام بذيء هذا لا يجعل انطباق الادعاء مع الواقع .
الاساس المتين لكل مقالة هو المصداقية في الطرح فلو اراد كاتب المقال انتقاد شخصية معينة فما عليه الا الاعتماد على مصادر موثقة على ما يعتقد سلبيته في هذه الشخصية بعيدا عن التجريح او قلة الادب فليس بالضرورة بل ومن المحال ان يتفق الناس على راي واحد وكما قال التجار لو تشابهت الاذواق لبارت السلع .المسالة الاخرى قد يكون هنالك قرار او قانون تشرعه الدولة ولا يعجب كاتب المقال فنجده ينزل سيل من الانتقادات لهذا الاقرار او ذاك القانون وعندما تساله ما الحل نجد ان فمه يلجم ولا يجيب المهم انه انتقد ، فهذا النقد ان لم يكن طبقا لاسس صحيحة تظهر سلبية القرار فان هذا المقال يكون عبار عن كشف ما بداخل هذا الكاتب من نزعات نفسية حاقدة على الطرف الاخر بدليل عدم تعليله سلبية المقابل .
واخر ما اود الاشارة اليه الى ان هنالك من كتب ينتقد حالة معينة قد يقدم او بالاحرى اقدم عليها الكثير من الناس طبقا لرؤياهم ان ما اقدموا عليه هو الصحيح وان الغير غير ملزم بالاقدام عليه فاذا بكاتب المقال الغير ملزم باتباع خطواتهم ينزل سيل من الشتائم على من اقدم على عمل تلك الحالة .ونحن نعيش اجواء عاشوراء الحسين (ع) فقد انبرت كثير من الاقلام بين الانتقاد والتاييد لما يقدم عليه المعزون في العاشر من محرم فلا المؤيدون استطاعوا اقناع المعارضين ولا المعارضون كان لهم وجهة سبب مقنعة للطرف الاخر .
اخر ما اقول لعبد الخالق حسين لا تتهجم على التطبير من وجهة نظرك انت فان هنالك ما لم تستطيع ان تدركه في نفوس من يقدم على التطبير ، صحيح انا لا اطبر ولا اقدم على ذلك وهذه قناعتي لنفسي انا ولو اريد مني النقاش في هذا الموضوع فمن المؤكد سوف لا اكون مثلك في كتابة مقالك .
هنالك رسالة يود المتطبرون ان يرسلها للعالم والى اعداء الحسين قاطبة ، يقولون لهم على مر الزمن حاول الحاقدون مسح ذكر الحسين (ع) ومن جانب اخر حاولوا قطع الصلة بين الحسين (ع) وشيعته ، فالتطبير هو اقوى رسالة الى هؤلاء ان الحسين بضمائرهم لا يتخلون عنه مهما بلغ حجم كيد الحاقدين .
نعم قد يقال هنالك وسائل اخرى يستطيع ان يعبر عنها الحسينيون عن ولائهم الى الحسين (ع) وهذا يحتاج الى دراسة دقيقة لثقافة الحسين (ع) ومن ثم طرح الموضوع باسلوب اقناعي موثق بالايات القرانية واحاديث المعصومين لا ان نشتم ونقدح .
هل عاش ولو لحظات الاخ الكاتب عبد الخالق حسين اجواء العاشر من محرم في الضريح الحسيني وراى بام عينه ما يمتلك الزائرون والحاضرون والمشاهدون عبر وسائل الاعلام المرئية من عواطف جياشة بالبكاء والنحيب ولو انهم في لحظاتها كان في يدهم أي الة جارحة لاقدموا على ضرب انفسهم بها .
لا ينكر احد ما تعرض له الشيعة وعلى مدى اربع سنوات من تفجير وذبح وتهجيرفي العراق ، فالعاشر من محرم رسالة مدوية وصفعة قوية بوجه التكفيريين الذي جهدوا انفسهم على مسح ذكر الحسين وعشاق الحسين (ع) .اكتب هذه الكلمات وانا وسط ضريح الحسين (ع) والاجواء ملبدة بكل الوان العلم العراقي فالاحمر دماء المتطبرين والاسود راياتهم والابيض اكفانهم والاخضر لفافة الراس .
https://telegram.me/buratha