علي الطويل
من المظاهر الغريبة والخطيرة التي غزت المجتمع العراقي بعد سقوط النظام والى الان ، قضية الحديث بلا شواهد ولا ادله ، او الحديث المفترى ، وهو مايطلق عليه اصطلاحا ؛ التسقيط؛ اذ اصبح التسقيط سلوكا اجتماعيا منتشرا بين اوساط الناس وبشكل واضح وجلي . فانتج قلة الصبر والتذمر والفوضى والرأي الخاطيء وعدم قبول الراي الاخر والابتعاد عن الحوار في حل المشكلات ، ومما يؤكد خطورة هذا المرض انه اصبح سلوكا لبعض الساسيين يظهرونه على الملأ للنيل من الخصوم .
ونعتقد ان من الاسباب اكثيرة لانتشار هذه الظاهرة نستطيع ان نحدد بعض منها:
1.الماكنة الاعلامية المعادية التي تنفث سمومها على مدار الساعة ، والتي تهدف الى تدمير المجتمع والنيل من معتقدادته وثوابته الدينية والاخلاقية تمهيدا لاحتلاله ثقافيا واخضاعه نفسيا، وبالتالي السيطر على اتجاهات الرأي العام تمهيدا لتحقيق الاهداف البعيدة التي تنشدها هذه الماكنه وهو مايسمى (الحرب الناعمة)
2.استغلال ظاهر الجهل وقلة الوعي السياسي والثقافي لدى عامة الناس ، ليكون عاملا مساعدا في استهداف هذا المجتمع وتمرير الاجندات الاعلامية والنفسية .
3. الادارات السيئة والفاشلة التي تعاقبت على العراق ، وانتشار ظاهرة الفساد والسوء والفقر وقلة الخدمات ، جعلت المواطن العراقي ناقما على السلطة والعناوين الفعالة في المجتمع ويفقد الثقة بها حيث حرصت الماكنة ان تورد كل ذي تاثير في عملية اسقاط الرموز التي اتبعتها . مع اتباع عملية التكرار لخق وعي جديد من صنعها وابتكارها
ولعل هذه ابرز النقاط التي تسببت في تفشي الظاهرة وانتشارها . مع وجود عوامل اخرى كثيرة يطول المقال عند ذكرها .
ومما يؤشر على خطورة هذه الظاهرة هو انتشارها الكبير وتوسعها وشمولها . بحيث اضحت ظاهرة خطيرة تجدها في كل مجالات الحياة ، في الدائرة والشارع والمقهى والمجالس وحتى في بعض المجالس الدينية . والمرجعية الدينية شخصت هذا المرض الاجتماعي بدقة واشرت على تاثيراته المعنوية ومخاطره على الفرد والمجتمع ، وحثت على تجنبه وتركه والنهي عنه كما حثت على ذلك الشريعة الاسلامية السمحاء . وهذا يتطلب وعيا اجتماعيا بخطورة هذه الظاهرة وبالتالي تجنبها .
ولعل ذلك من مسؤوليات المؤسسات الاجتماعية والدينية والمثقفين والنخب الفاعلة في المجتمع ، وهذه الظاهرة جديرة بدراسة اثارها وتبعاتها الخطرة التي تستوجب اهتماما كبيرا من فئات المجتمع المختلفة . والقيام بحملات توعوية اعلامية وثقافية كبيرة لاظهار مخاطر هذا السلوك ، والحث على تجنبه ، وذلك يفرض مسؤوليات مضاعفة على الجميع لتدارك الامر. ان الرجوع الى القيم الدينية والثوابت الاخلاقية للمجتمع ، والقيم التي درج الناس عليها تعد امرا مساعدا في درء مخاطر هذه الظاهرة
https://telegram.me/buratha