المقالات

افة التسقيط وسبل الخلاص

1751 2019-01-05

علي الطويل


من المظاهر الغريبة والخطيرة التي غزت المجتمع العراقي بعد سقوط النظام والى الان ، قضية الحديث بلا شواهد ولا ادله ، او الحديث المفترى ، وهو مايطلق عليه اصطلاحا ؛ التسقيط؛ اذ اصبح التسقيط سلوكا اجتماعيا منتشرا بين اوساط الناس وبشكل واضح وجلي . فانتج قلة الصبر والتذمر والفوضى والرأي الخاطيء وعدم قبول الراي الاخر والابتعاد عن الحوار في حل المشكلات ، ومما يؤكد خطورة هذا المرض انه اصبح سلوكا لبعض الساسيين يظهرونه على الملأ للنيل من الخصوم .
ونعتقد ان من الاسباب اكثيرة لانتشار هذه الظاهرة نستطيع ان نحدد بعض منها:
1.الماكنة الاعلامية المعادية التي تنفث سمومها على مدار الساعة ، والتي تهدف الى تدمير المجتمع والنيل من معتقدادته وثوابته الدينية والاخلاقية تمهيدا لاحتلاله ثقافيا واخضاعه نفسيا، وبالتالي السيطر على اتجاهات الرأي العام تمهيدا لتحقيق الاهداف البعيدة التي تنشدها هذه الماكنه وهو مايسمى (الحرب الناعمة)
2.استغلال ظاهر الجهل وقلة الوعي السياسي والثقافي لدى عامة الناس ، ليكون عاملا مساعدا في استهداف هذا المجتمع وتمرير الاجندات الاعلامية والنفسية .
3. الادارات السيئة والفاشلة التي تعاقبت على العراق ، وانتشار ظاهرة الفساد والسوء والفقر وقلة الخدمات ، جعلت المواطن العراقي ناقما على السلطة والعناوين الفعالة في المجتمع ويفقد الثقة بها حيث حرصت الماكنة ان تورد كل ذي تاثير في عملية اسقاط الرموز التي اتبعتها . مع اتباع عملية التكرار لخق وعي جديد من صنعها وابتكارها 
ولعل هذه ابرز النقاط التي تسببت في تفشي الظاهرة وانتشارها . مع وجود عوامل اخرى كثيرة يطول المقال عند ذكرها .
ومما يؤشر على خطورة هذه الظاهرة هو انتشارها الكبير وتوسعها وشمولها . بحيث اضحت ظاهرة خطيرة تجدها في كل مجالات الحياة ، في الدائرة والشارع والمقهى والمجالس وحتى في بعض المجالس الدينية . والمرجعية الدينية شخصت هذا المرض الاجتماعي بدقة واشرت على تاثيراته المعنوية ومخاطره على الفرد والمجتمع ، وحثت على تجنبه وتركه والنهي عنه كما حثت على ذلك الشريعة الاسلامية السمحاء . وهذا يتطلب وعيا اجتماعيا بخطورة هذه الظاهرة وبالتالي تجنبها .
ولعل ذلك من مسؤوليات المؤسسات الاجتماعية والدينية والمثقفين والنخب الفاعلة في المجتمع ، وهذه الظاهرة جديرة بدراسة اثارها وتبعاتها الخطرة التي تستوجب اهتماما كبيرا من فئات المجتمع المختلفة . والقيام بحملات توعوية اعلامية وثقافية كبيرة لاظهار مخاطر هذا السلوك ، والحث على تجنبه ، وذلك يفرض مسؤوليات مضاعفة على الجميع لتدارك الامر. ان الرجوع الى القيم الدينية والثوابت الاخلاقية للمجتمع ، والقيم التي درج الناس عليها تعد امرا مساعدا في درء مخاطر هذه الظاهرة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك