المقالات

حب الحسين أجنـّهم

1427 19:42:00 2008-01-19

( بقلم : حسين ابو سعود )

علم واحد سقط في كربلاء قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام بعد قتل حامله وقطع يديه، ارتفعت بدلا عنه مئات الألوف من الأعلام والرايات في جميع أنحاء العالم، في أمريكا وأوربا واستراليا وحتى في الصين واليابان.يوم واحد من العطش، نتج عنه جريان الماء الزلال البارد على شكل ما يسمى بالسبيل في أرجاء الدنيا باسم عطاشى كربلاء، وامتدت مائدة عامرة تعرف بـ ( سفرة أبي عبدا لله) منذ ألف عام ويزيد وتقدم فيها ألوان الطعام والشراب وفي كل البلدان ويتسابق الناس بالتشرف في المشاركة فيها. وقد رأى العالم بأم عينيه كيف أن هذه المائدة لا تطوى ولا ينتهي معينها.

وان عدة خيام بالية احترقت في اليوم العاشر من محرم شيدت بدلا عنها أجمل وأروع مبان العالم وزينت بالذهب الإبريز وافخر أنواع الرخام والمرمر والمرايا. وصارت خزائن الأضرحة تحتوي على النفائس التي لا تقدر بثمن قدمها الملوك والأباطرة على مر العصور. ولو جمعت الدموع الجارية حزنا على الحسين ومن معه لجرت منها انهارا لا تتوقف .

و لا أبالغ إن قلت انه ما كتب ولا قيل في رجل مثل ما كتب وقيل في الإمام الحسين وصار يرثى بكل لغة ولهجة ولا يمكن بحال من الأحوال حصر هذه المقولات والمكتوبات وجمعها مطلقا. وقد كرهت وجود الحسين وأهل بيته عصابة مارقة فقتلتهم وسبت ذراريهم، فوضع الله حبهم في قلوب المسلمين اجمع بل وتعدى ذلك الحب الى قلوب غير المسلمين أيضا حتى لم يبق منصفا في العالم إلا وأشاد بالحسين ونهضته الكبرى، حتى المهاتما غاندي وهو ليس من أهل الكتاب كما هو معروف قال بأنه تعلم كيف يكون مظلوما فينتصر، تعلم ذلك من الإمام الحسين المظلوم . وأكاد اجزم بأنه لا توجد طائفة إسلامية في العالم لا تكن الاحترام لهذه الشخصية الاستثنائية مع اختلاف نظرتهم نحو ه عليه السلام .

وما أن يهل هلال محرم من كل عام حتى يتحول العالم إلى قطعة من حزن وتتشح القلوب قبل الجدران بالسواد.وقد يختلف غير الشيعة مع الشيعة في مظاهر الاحتفال بالمناسبة، أقول بان الشيعة أنفسهم يختلفون فيما بينهم في الطقوس والشعائر ولكنهم يتوحدون مع غيرهم في كون الإمام الحسين قتل مظلوما، ولكن لماذا كل هذا الشرف و كل هذه الكرامة التي أعطيت للإمام للحسين ؟والجواب هو انه كان يريد الإصلاح في امة جده المصطفى، حاملا بذلك راية مقدسة حملها قبله الأنبياء والمصلحون، فهو في الإصلاح وارث آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى .أليس الحسين كان يبكي على القوم في يوم عاشوراء لأنه لم يكن يريد لهم أن يدخلوا النار بسببه، وكم دعاهم إلى أن ينسبوه ليروا من هو و لا يقتلوه .

أليس هو الذي قبل عذر الحر بين يزيد الرياحي الذي أوصلهم إلى ما هم عليه عندما ضيق عليهم الخناق منذ وصولهم كربلاء حتى يوم العاشر حيث المصرع، وصار للحر الرياحي شأن من الشأن بمجرد تركه معسكر بن سعد وانضمامه إلى معسكر الحسين، وكذلك الحال مع زهير بن القين الذي كان ينتمي إلى مدرسة سياسية مختلفة تماما .

الحسين وريث الحسن الذي أصلح الله على يديه فئتين من المسلمين وهو وريث علي بن أبي طالب الذي منع الناس من تقاسم غنائم وقعة الجمل والذي منع جيشه من سب وشتم المخالفين والذي أمر بحمل الحليب إلى قاتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي وأوصى بالأسير خيرا، والحسين وريث الذي أرسله الله رحمة للعالمين الذي سأل أهل مكة يوم فتحها عما هو فاعل بهم، فقالوا له: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: اذهبوا فانتم الطلقاء دون أن يعمل بهم تقتيلا وتشريدا انتقاما لما حدث في الماضي كما يفعل الفاتحون .

إذن ماذا يريد الحسين منا كل عام في ذكراه وصوته الحزين ما زال يتردد في الآفاق: هل من ناصر ينصرنا ؟فهل يتفق المسلمون الآن على نصرة الحسين، ينصرونه بالقلم والفكر والتآزر والتعاون والمحبة والإيثار، ينصرونه بالسير على نهجه المسالم وهو يقول اكره أن ابدأ القوم بقتال .

فيا أيها الناس، الحسين ليس لطائفة دون أخرى، فالحسين لكم جميعا فاتبعوه، وتنافسوا في حبه وخدمته، وليحب كل منا الحسين بطريقته ولا تعتبوا على البعض في أساليبهم فلقد أجنهم حب الحسين، وليتعلم كل منا منه ، فهذه مجالسه العامرة مدارس للنور والعلم والهدى .

فالحسين هو الباقي لأنه الحق والباطل هو الزائل لأنه كان زهوقا . وفي ظل العولمة والطفرة الإعلامية الكبرى وتكاثر اجهزته من انترنيت وأقمار صناعية وفضائيات فالحسين قادم نحو العالمية سريعا ولا يسبقكم إليه غيركم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد
2008-01-21
شكرا الى الكاتب المحترم داعيا المولى ان يزيد في قلبه وقلوبنا حب الحسين ع وان يجعلنا جميعا من السائرين على نهج الحسين مقاله ماالطفها والطف اسلوبها اتمنى من الكاتب وبهذا الاسلوب الجميل العذب ان يسرد لنا قصص واهات يوم كان الدعي ابن الدعي يحكم باجرامه اهل العراق ويفضح اجرام البعث ونذالته وخسته وليعلم الظالمين من البعثيين وازلامهم من الصداميين ان صدام ابدا لن ينجوا من ايدي العراقيين وهو في لحده ادعوا الله ان يجعل قبره نار وعذاب ويسلط عليه جحيم غضبه وسوف تبقى اللعنه عليه وعلى ابن هند جده اللعين يزيد
كريم الساعدي
2008-01-20
(ابد والله ما ننسه حسيناه)شعار قالته القلوب قبل الأفواه وترتلت به الضمائر قبل الألسن...كيف ننسى الحسين وهو اول ثائر بوجه الضلم والطغيان..كيف ننسى الحسين وهو المضحي بدمه في سبيل الدين والعقيده...كيف ننسى الحسين وهو الشهيد في درب العز والكرامه(هيهات من الذله)...ان ما نقدمه للحسين وما نقوم به من احياء لذكرى استشهاده سلام الله عليه لا تساوي قطرة دم سالت من جسده الشريف في ارض كربلاء لا على شئ سوى ان تبقى رسالة جده المصطفى (ص) أمره بالمعروف وناهيه عن المنكر فدمائه وشهادته هي وهج للأنسانيه جمعاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك