أحمد لعيبي
في منتصف التسعينيات كنت طالبا في معهد التكنولوجيا في الزعفرانية ولم أكن وقتها في ظرف مادي يساعدني على صعود بعض السيارات فأضطر للمشي احيانا لاختصار المسافة والسيارة وتوفير اجرة التاتا سيارة النقل المناسبة لأغلب العراقيين ..
وقفت تحت جسر معسكر الرشيد وقت الظهيره بانتظار التاتا وفجأة احسست بشخص يضع يده على كتفي الايمن وكان بيدي وقتها(التيسكوير )المسطرة الهندسية التي كنت استخدمها بالرسم الهندسي في المعهد فسقطت من يدي وانكسرت فالتفت فإذا به رجل متوسط العمر (محفف) يضع على رأسه يشماغآ ابيضآ وعقالا ويرتدي دشداشة وجاكيتآ بلون اخضر قاتم جدا ..
فقال لي بلغة عربية مكسرة لو سمعها سيبويه لمات بالسكتة القلبية..
الم تعرفني من انا ايها الشاب الوسيم..
فقلت له ..لا الله عمي ما عرفتك..
فقال لي ..دقق جيدآ في سيمائي ألا ترى فيها أثر للصالحين..
فقلت له..تريدني اكذب عليك اكلك نعم..بس والله ما عليك كلشي..
صمت وتصنع الدهشه ثم قال لي ..هل تقصد مدينة البياع..
فقلت له ..اي وهو ليس اكتشاف فأنا واقف بسيارات خط البياع..
امسك بيدي وعبر الشارع وقال لي وهو يهمس بأذني قائلا لي (اني الإمام المهدي )..
فقلت له ..لا بشرفك..
فقال لي ...اي والله..
فقلت له ..جا مارحت للنجف للكاظمية لكربلاء وتعلن عن نفسك..
عفت العالم كلها واجيت على احمد لعيبي.كفيلك الله اسمع حسين نعمه وعبدالحليم حافظ وسميرة سعيد وحتى كاسيت لرادود حسيني ما عندي ...
فقال لي ..انت عليك سيماء الشباب المؤمن..
فقلت له صدكني متوهم اصلا هسه متعارك مع استاذ الهندسة الوصفية وطردني من المحاضرة كفيلك العباس..
فقلت له ..ماذا تريد مني ..
فقال لي ..انصر إمامك ربما يكون خائفا او محتاجآ او جائعآ..
فقلت له ..مادام خائف راح اصيح ذاك الانضباط اللي جوة الجسر حتى يشوفك من شنو خائف..زين انت خوما فرار من الجيش..
توجهت للانضباط واذا بالرجل يتركني ويسرع هربا متواريآ عن انظاري..
قبل أيام دخل لي صديق يقول لي ان الامام المهدي سيخرج في عام ٢٠٢٢وفي شهر تموز بالتحديد حسب ما قرأ من احد الذين يدعون انهم من اتباعه والذي يضع على صفحته النجمة الاسرائيلية السداسية مدعيآ انها بالأساس شعار إسلامي وليس يهودي وان الرجل لديه ادلة قرآنية وبحوث منشوره..
فقلت له اني ما راح اشوف المهدي بهذا الوقت لان بطولة كأس العالم بقطر والتصفيات راح تكون قوية واحتمال العراق يصعد لكأس العالم وعلاقتنه زينه بقطر فاذهب لتشجيع المنتخب...!!
ضحك صديقي الذي كان متأثرآ إلى حد ما بما قرأه بمجرد أن وضحت له التاريخ والحدث وان الإمام لا يمكن أن يكشف عن وقت ظهوره بهذه السذاجة وبتاريخ محدد ..
يبدو ان حرب الإعلام والايهام لن تنتهي وعلينا أن نكون أكثر حذرآ وتصديآ لتلك الشبهات وعلى المؤسسة الدينية والامنية المراقبة والتصدي لهذه الحركات المنحرفة التي تلعب بعقول الناس من أجل اشاعة الفكر المنحرف..
https://telegram.me/buratha