علي الطويل:
منذ تاسياس الدولة العراقية المعاصرة ، اي مايقارب قرن من الزمان وشواهد التاريخ تؤكد ان العراقي كبلد والعراقيون كشعب كانوا اسخياء بافراط مع اشقائه العرب . وتشهد بذلك المواقف السياسية في القضايا العربية الهامة ، والازمات التي تتعرض لها البلدان العربية السياسية والاقتصادية والحروب المختلفة .فقد كان العراق والعراقيون منهلا معطاء لاخوته واشقائه العرب . بدون ادنى مقابل او تعويص . وماشهدته مصر والاردن في منتصف القرن الماضي والى الان من حروب وازمات اقتصادية كان العراق حاضرا كعادته في السخاء والعطاء . فكانت مساعداته لهاتين الدولتين العربيتين ليس لها حصر ، واخرها العطاء السخي الذي منح للاردن بتفضيلها في اسعار النفط المباع لها من العراق والاعفائات الضريبة للعشرات من السلع المنتجة والمصنعة في الاردن والتي من المقرر ان يستوردها العراق . وعطاء العراق هذا ليس جديدا وانما عطاء تاريخيا مستمرا وبلا انقطاع حتى في ازمات العراق الاقتصادية التي مر بها .
واما مصر فلم يكن البذل العراقي لها باقل من الاردن ، فقد احتضن العراق العاملين المصريين لعقود من الزمن وساهم في تخفيف نسبة البطالة في هذه الدولة بما كان يستورده من قوى عاملة منها . وحصلت مصر من جراء هذه العمليات المليارات من العملة الصعبة من جراء تحويل مرتبات العاملين في العراق . وكان اخر عطاء عراقي لمصر حفظ حقوق المصريين الذين كانو يعملون في العراق باعطائهم حقوقهم التقاعدية المستحقة جراء خدمتهم في الدوله العراقية في العقود الماضية وبدون مطالبة من ذوي الحقوق ، وهو اجراء فيه لمسة انسانية وقانونية قل نظيرها .
ولكن السؤال الذي المحير هل قابلت هذه الدول العراق بنفس التعامل ؟ الجواب للاسف كلا . بل كانت مواقف هاتين الدولتي من القسوة تجاه العراق وشعب العراق يندى لها جبين كل ذي مروئة ، فما شهده العراق من ازمات وحروب في هذين العقدين الاخيرين كان لمصر والاردن فيها بصمة واضحة . اذ ان الارهابيين الذين دخلوا العراق من هاتين الدولتين فاقت المئات بل الالاف ، والدعم الذي كانوا يقدمونه للجماعات الارهابية اسهم في تخريب العراق ومدنه وبنيته التحتية ، بعد ان قتل ابنائه ، وكانهم كانو يردون الجميل بالاساءة الى كل ماهو عراقي .
اما الاجراء الاخير الذي اتخذته هاتان الدولتان في منع دخول العراقيين الذين زاروا الجمهورية الاسلامية ، فانه اجراء يعبر عن طائفية النظام العربي الواضحة ، ويؤشر على الاسباب التي دعتهم لاتخاذ مواقفهم السابقة تجاه العراق والعراقيين .وما سردناه شاهد على ذلك . فالجمهورية الاسلامية دولة شقيقة وساعدت العراق في احلك الظروف ، كانت فيه الدول العربية تتفرج على ذبحه بل وساهمت فيه . كما ان العرقيين لهم مشتركات كثيرة معها فمن الحتمي ان يزور مئات الالاف من العراقيين الجمهورية الاسلامية .و لايوقفهم الاجراء المصري والاردني .
والمعيب على وزارة الخارجية العراقية ان تتناول الامر بشيء من الا مبالات ، بل يجب مقابلة هذا الاجراء بالمثل واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحفظ حقوق العراقيين بالسفر لاي دولة يشاؤون دون عراقيل ولا موانع .او على الاقل التلويح بذلك لحفظ كرامة العراقي وعزته .
https://telegram.me/buratha