المقالات

العراق ومرض (f_d_a)..!


قيس النجم

 

عندما نريد أن نُعرّف العراق بعظمته، وحضارته، وكبريائه، وتاريخه، تأخذنا الحسرة بقولنا أنه: كائن حي لكنه يعيش في صالة الطوارئ دائماً! وإن المرض الذي يعانيه البلد تم تشخيصه على أنه (f_d_a).

F_ هو الحرف الأول من كلمتين هما فساد وفشل، وهذا يشمل كل أنواعه الخبيثة المتسرطنة والطارئة، الفساد الذي نخر جسد الوطن جعله يترنح، لا يستطيع أن يقاوم أي أزمة إقتصادية ولو بسيطة، لكون الميزانيات الإنفجارية ذهبت بجيوب الساسة السراق، دون أي عناء وما زاد الطين بلة هو فشل القضاء، والحكومة، والأجهزة الأمنية من تأدية واجبها الشرعي والأخلاقي والوطني من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لهذا أصبحنا في مقدمة الدول التي تعاني الفقر والجهل، رغم أننا نملك ثاني أكبر إحتياطي نفطي.

d_ هو الحرف الأول من كلمتي داعش ودمار اللتان سببتا حروب طاحنة، دمرت الحجر والبشر نتيجة الفساد والفشل للحكومات المتعاقبة، حين ولد وحش يقتات على دماء الأبرياء ومن رحم الطائفية المقيتة، ورفع شعاراتهن الكاذبة، إننا جئنا لنحرر إخواننا السنة من ظلم الصفويين، وتلك الكلمات التي لعبت لعبتها في مشاعر بعض الناس، من المناطق الغربية والموصل، وكان الثمن حكومة ضعيفة وحلول فاشلة، مما جعل العراق على شفا حفرة من حرب أهلية طائفية، والثمن باهظ سيدفع لولا الفتوى المباركة، والرجال الشرفاء حين تصدوا بكل حزم وشجاعة، فصنعوا التاريخ بدمائهم.

a_ هو الحرف الأول من كلمتين هما إنتخابات وإنتفاضة، إذا أردنا أن نغير الوضع السياسي المزري عن طريق الديمقراطية، لابد من التوجه نحو الإنتخابات وصناديق الإقتراع، لمحو تلك الوجوه التي تسببت بضياع البلد، وقتل شبابنا ونهب خيراتنا، أما إذا عجزنا عن ذلك بطريق الإنتخابات، فلم يبق لنا إلا أن نعلنها إنتفاضة قوية بوجه الفاشلين والفاسدين، لأننا نرى بين الفينة والأخرى، أفواهاً تحاول جمع أرانب داخل جيوبها، وبعلل تسقيطية تافهة، مع أن هذه الشخصيات لا تمت للحياة السياسية بشيء، وهي مَنْ أسهمت في ضياع منجز العراق الديمقراطي، فيحاولون إعادة الدكتاتور والقائد الأوحد، ولكن بمسميات وحجج أخرى، خاصة مع إنتهاء سحق عصابات داعش الإرهابي، وإعلان النصر النهائي عليه.

الجرح الذي لا نتعلم منه نستحقه مجدداً، فلماذا نسمح لبعض المأزومين أن يعيدوا بعثيتهم وبطريقة عالية الدقة، عاطفية الشحنة، وحنانية الكلام؟، بغية تثبيت أسمائهم في مناسبات قادمة، فمثل هؤلاء لا يستطيعون فهم وطنية المواطن ومواطنته، لأنهم مزقوا جغرافيته بتصريحاتهم الطائفية، ودقوا أسفين الفتنة ليحققوا مكاسب إنتخابية، لا أقل من ذلك ولا أكثر، لذا سيعاب على الناخب العراقي إن أنتخبهم من جديد، فالعاقل لا يلدغ من جحره مرتين.

نواب أصحاب السبت من مسوخ السياسة، لن يحققوا نصراً يذكر في الإنتخابات، حتى وإن تلونوا بدماء الأبرياء، لأن الشعب أصبح مدركاً أطماعهم وملوا وعودهم، فهم بحاجة لوجوه قيادية جديدة للتغيير، والإصلاح على أرض الواقع، مع ما تشهده المنطقة من تطورات عربية، وإقليمية، ودولية.

ختاماً:  ما نحتاجه اليوم توحيد الصفوف وتكثيف الجهود، لإخراج خفافيش الظلام، وإحراج أمريكا وأذنابها، عندها سيأتي رجل من أقصى المدينة ليعلن النصر النهائي كي يشفى العراق من مرضه ويخرج من صالة الطوارئ معافى مشافى بإذن الخالق الجبار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك