المقالات

ثلاث شقيقات وأب شهيد...!

1723 2019-01-14

 

احمد لعيبي

 

كان موفق معلم يعلم الصغار حب الوطن والدفاع عنه ويخط بيده على جدران المدرسة عبارات تؤكد على حب الارض فهو ابن لأب وضعوا جسده في حوض تيزاب في فترة البعث المجرم وامه دفنت حية تحت التراب اثناء البحث عن والده في احد معسكرات المعتقلين..
من رحم المعاناة شق موفق طريقه في مدينة جميلة وانيقة اسمها (آمرلي)..ليتخرج من كلية التربية ويتزوج ويصبح ابا لثلاث بنات في عمر الورد..
كانت داره مفتوحة للغريب والقريب الذي له حاجة فهي في طرف آمرلي فالداخل والخارج من المدينة يرى تلك الدار ويقصدها ..
خيم الظلام على آمرلي بليل داعش الدامي الذي اطفأ انوار المدينة وحجب شمسها واطال ليلها الدامس الدامي ..
ترك موفق دفاتر التدريس والطباشير وامسك قاذفته وتركت اثنين من بناته الدراسة بينما عادت الثالثة من كلية الصيدلة لتحمل السلاح مع والدها قبل ان يطبق الحصار التام على المدينة..
كان يبات موفق مع بناته الثلاث في موضع حفروه حول المدينة وكانت ابنته الكبرى تحمل بيدها بندقية الى جانبه بينما الاخريات يعبأن العتاد ويعددن بعض الطعام الذي بدأ ينفد يوما بعد يوم..
في الليل حكت الكبرى لوالدها سرآ وقالت له ان لها زميل في الكلية يشبهه كثيرا ويريد ان يراه ويخطبها منه وان والدته جاءت الى الكلية ورأتها وقالت انهم سيأتون بعد ان يفتح الطريق الى آمرلي او ان يخطبوني منك في بغداد وانا رفضت ..
قلت لهم من (آمرلي )تكون خطوبتي ومن( آمرلي) يكون زفافي ..!!
دمعت عيون والدها وقال لها ..ان بقيت حيآ وفك الحصار عن آمرلي سيكون ان شاء الله ما تريدين يا قرة عين ابيك..
علا صوت الرصاص والقذائف وتحول الليل الى نهار في آمرلي وكان هناك صراخ ان الدواعش اقتربوا وتسللوا في بعض البيوت ..
في هذه اللحظة شعرت البنت الكبرى بشعور غريب فقالت لوالدها..كنت اخشى ان اموت بمرض امي ولكني اعتقد اني ساموت بشئ اخر..!!
رفعت رأسها لتنظر الى السماء وهي تقول (ان كنت قد كتبت لي الشهادة فأكتبها لي يارب قبل ان يدنس الاوباش مدينتي ..أسالك بزينب ان لا تجعل هؤلاء الاوباش يدنسون ظفائري ويحرقون قلب والدي )..
كانت الرصاصة مسرعة جدآ وهي تحتظن قلب تلك الفتاة التي لفظت انفاسها في حظن والدها وهي تقول له (شكرا لله..وشكرا لزينب..وشكرا لك لانك علمتني ان الظفائر اهم من المناحر..يا والدي في حقيبتي قرآن صغير ادفنه معي ..وضع في قبري قليلا من تراب آمرلي )..
أستشهدت تلك الشابة على ارض آمرلي ودفنت بعد ايام في ارض النجف عندما فك رجال الله الحصار عنها وكان والدها بساق واحده يومها اذ فقد احد ساقيه في المعارك..وكانت اخواتها تقفان عند قبرها وتقرآن آية من القرآن تقول (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ )..
آمرلي لم تكن مجرد مدينة بل كانت بوابة نصر وفخر لكل حر وحرة في هذا الوطن ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك