علي الطويل
في عهد المقبور الرئيس العراقي السابق صدام حسين تفننت اجهزته الامنية في قمع الشعب العراقي ، اذ اخذت الطابع التدريجي في القسوة لكي لاتكون الاحكام التي تصدرها تلك الاجهزة صادمة فتولد ردود فعل لدى الشعب العراقي ، فبدات بسجن المعارضين وبعد ذلك اعدامهم ثم االقرض والتذويب باحواض التيزاب والقطع بالمناشير وتقطيع الاوصال ودفن الناس احياء . هذا النموذج الصارخ هو لطاغية صار مثلا في زمانه .
ولكن يبدو ان الطغات وعلى مر العصور متشابهون وكانهم مولودون لاب وام واحده ، فعندما بدات ثورة البحرين السلمية واخذت شرارتها تتسع وتتمدد واصبحت لها قيادة واضحة ، اخذت سلطات ال خليفة تكشف عن وجهها الارهابي بشكل واضح وصريح ، فاخذت بالتنكيل بالمعارضين السلميين باشد انواع التنكيل والقسوة المفرطة ، واستعانت بقوات سعودية مدججة لضرب شعبها ، واستنجدت بفدائيي صدام المدربين على فنون الارهاب وتتبع المعارضين من اجل اسكات هذا الصوت الشعبي الهادر الذي رفعه الشعب البحريني الصابر المجاهد ليعبر عن رايه في رفض حكام ال خليفة والمطالبة بحريته . ولقد اخذ ال خليفة من نظيرهم المقبور صدام عملية اطفاء الصوت التنويري والقدوة الحسنة من العلماء وقادة الراي ومن له تأثير اجتماعي وشعبي في الاوساط الشعبية من اجل التقليل حماس هذه الثورة ، واخافة ناشطيها وبالتالي افشال تلك المسيرة الجبارة الصامدة ، فبدأ بالعلماء والناشطين واصحاب الرأي والصحفيين ، وكان اخرها الحملة الظالمة ضد علماء دولة البحرين الصابرة اذ ابعدت سلطات ال خليفة الشيخ المجاهد عيسى قاسم خارج بلاده ومن ثم اصدار الحكم بشكل نهائي ضد الشيخ علي السلمان اذ اصدرت الحكم عليه بالسجن مدى الحياة وهو انهاء لحياته على طريقة الطغات . وقد ظن طغات ال خليفة ان هذه الاحكام الشديدة سوف تخرس الصوت الهادر لشعب البحرين وانه سوف يقف مكتوف الايدي في مواجهة هذه التصرفات والاساليب التي لاتمت بصلة لابسط القواعد الانسانية والاخلاقية لحكومة تحترم نفسها .
ان شعب البحرين مطالب اليوم بان يدافع عن علمائه ويزيد من شعلة تلك الثورة الجبارة ، ولا تعطله تلك الاساليب المهزومة عن المطالبة بحقوقه والوقوف بوجه الطاغوت المتمثل بحكم عائلة ال خليفة التي هيمنت على مقدرات البحرين واغرقت الدولة بفسادها ونهبت اموالها وجوعت شعبها . ولابد من وقفة دولية واقليمية واضحة لاجبار نظام ال خليفة عن اساليبة وممارساته ضد معارضيه السلميين من قادة الحركة البحرينية واوساطها الناشطة الذين لاذنب لهم سوى مطالبتهم باصلاح النظام واطلاق الحريات والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الواضحة وغير المزورة ،
https://telegram.me/buratha