عمار الجادر
في الحرب العسكرية، ننزف الدماء، ونتحمل الالم، لكي يحيا ابنائنا، اطفالنا، نسائنا، بعز وكرامة؛ لكن في الحرب الفكرية فنحن نموت ابدا، لان كل ما نضحي من اجله ذهب ادراج الرياح.
نحن مدعوون ايها السادة، لاستخدام اسلحة تكتيكية، اسلحة من نوع اخر، اسلحة تحارب ذلك التصحر الفكري الذي اجتاح عقول جيلنا القادم، وما بعده اسوء بكثير، جيل اصبح لا يرى ابعد من ارنبة انفه، تحطم بين زري اتصال وهمي، عالم بوبجي وولاية البطيخ، بالون نفخت بهواء زائف، ويا ليته كان نقيا! هواء جيفة تخرج من فم كنيفة، تبكي لتقنع العقل الخامل بأن لا ذنب لها بهذه الرائحة القذرة، وتحاول الزهور ان تقتلها بعطرها!
عندما ترى ان شبابنا بات يتباكى، على زمن هو لم يعيشه ابدا، تجد ان الامور سائت جدا لدى الشباب، وعندما تجدهم يتنصلون من عاداتهم وتقاليدهم، ويمجدون بتقاليد دخيلة على تراثهم تعلم جيدا انك مقبل على حصاد شوك سام، زرعه غيرك وعليك ان تجني ما توهمت انه ريعك المربح، وهذه الجريمة يتحملها رعاة اليوم، فالتقصير واضح جدا في رعيتهم، وخاصة من هم في خط الصد الاول، وهم الاعلاميون وقد يكونوا هم جزء المشكلة او جلها.
لا تعتقد اني سأمنحك الحق بأن تمجد من قتل شعبا كاملا، لاني ان فعلت ذلك فانا مجنون مثلك، او مهزوم عقليا، لانه ليس من المنصف ان اتصابى لطيش شباب قتلتهم الراحة والرفاهية، وصنع منهم التافهين كيان قبل ان يبلغوا الحلم، ولسبب بسيط ايها الحبيب، اني احبك جدا، واريد منك ان تكون انت، لا ان تكون ببغاء لغيرك، فاصفعك بكلمات تعيد لك الرشد، هذا ام ابقت العاب الوهم لك مجالا لتقرأ، ولن اسقط سلاحي من يدي لاجل تلك الضوضاء الفارغة.
نحن نخسر الحرب الناعمة، لان الحرب العسكرية لم تبقي للرجال الرجال وقتا لكي يعلموا اشباه الرجال، وكذلك فان مؤسساتنا الاعلامية التي تدعي الثقافة بدأت تتصابى لثقافة دخيلة، فهلا تعودون لرشدكم!
https://telegram.me/buratha