قيس النجم
ممكن أن يكون الإنسان ناقداً، ولكن ليس كل إنسان، يمكن أن يكون مصلحاً، وحكيماً في وضعنا الراهن، لأن الذئاب في بلدنا، هي من تحدد الحياة ومشاهدها الأخيرة، يقول المستشار الألماني بسمارك: (يكثر الكذب قبل الانتخابات، وأثناء الحرب، وبعد الصيد) فأي صيد حدث في بلد، تكالبت عليه الذئاب، من كل حدب وصوب؟.
حديثنا سيتركز على مهنة الصحافة، أوالسلطة الرابعة، أو الوزارة الخامسة، أو صاحبة الجلالة، أو مهنة المتاعب، أو الرحلة نحو الشهادة، سمها ما شئت، فكل المسميات تنطبق عليها.
أخذت الصحافة تتقاسم، مع المغدورين الدفء والبقاء، ثم أن حرب الأكاذيب والإشاعات، التي أبتدعها الحاقدون، صنعت ما صنعت في عراقنا، لذا أدرك الإعلاميون عند خروجهم الى عملهم، وكأنهم يخرجون نحو الشهادة، فيودعون عوائلهم في كل مرة، الوداع الأخير، لأن حاملو السياط الجدد، لا يرتضون العيش تحت هذه السلطة الحرة، ليس لأنهم قد خرقوا قوانين الطبيعة، أو أن الصحافة منعتهم، في أن يرتكبوا مزيداً من الفجائع بحق الأبرياء، وأوقفت مخططاتهم لنهب ثروات أكثر، وكشفت زيفهم وإستبدادهم، بل لأن مثل هولاء الساسة، للحق والشعب كارهون.
للصحافة دور كبير، في كشف الفساد، وهذه واحدة من مسؤولياتها، سيما وأنهم قدموا القرابين الطاهرة، من أجل اعلاء كلمة الحق الشجاعة، حين قالوا للقتلة والسراق كفى، ورحلّوا الآف الجثث نحو المقابر، وهم فخورون بما قدموه، ومازالوا يقدمون دون تردد أو خوف، من الساسة المتنفذين، وأيديهم القبيحة التي تسعى دائماً، الى محاربة أصحاب الأقلام الجريئة.
إغتيال الصحفيين، ومضايقتهم، ومحاربتهم، محطة تستحق من الإعلام الشريف، التوقف والمواجهة، فلن يكون هناك ما نعيش من أجله، إن لم نكن على إستعداد، بأن نموت من أجله.
علينا أن نكون مرآة بوجه الطغاة، ونصرخ بوجوهم العفنة، وهذا ما نحتاجه الآن في ظل موجة العنف والإغتيالات، التي طالت صحافتنا وإعلامييها، فالذي جعلني أقف عنده طويلاً، لا لغرابة مدلوله، بل لأفقه معناه، هو قول ضحايا الإعلام: نحن قرابين الكلمة الصادقة، من أجل وطن حر معافى!.
رسالة إعلامي الى قاتله: أشعل البخور رأفة بالأمهات الثكالى، ومن ثم أقتلنا الف مرة، فلن نموت أبداً، ولتذهب روائح الموت، الى من يستحقها، من سارق، وفاسق، وزارع للفتن، ومصاصي الدماء.
ختاماً: ها هم الصحفيون، كأنهم في رحلة حج، شارك فيها الناس من كل فج عميق، لتطوف المشاعر والدموع، حول جثامين الأبرياء منهم، الذين لا ذنب لهم إلا الدفاع عن الكلمة الصادقة، لخدمة بلدهم، وحمايته من الفساق.
https://telegram.me/buratha