المقالات

الرعب الأعلامي..!

1748 2019-02-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

كناتج عرضي مثلما تنتج المصانع، أنتجت التحولات الوطنية الكبرى والأزمات السياسية والفتن والمشاكل الداخلية.. المحللين السياسيين، هؤلاء قد اقتحموا فجأة في حياتنا، مثلما إقتحمتنا القنوات الفضائية، ويبدو أنهما توأمان، فالقنوات الفضائية لم نكن نعرفها في زمن القحط ألصدامي، ولكنها بعد زواله اقتحمت حياتنا.

كذلك المحللين السياسيين لم نكن بحاجة إليهم في ذلك الزمن، لأن الأمور لم تكن بحاجة إلى تحليل، ثم من كان بمقدوره أن يقول للسبع أن حلقك نتن الرائحة؟! ولكنهم اليوم يقتحمون حياتنا بالتوافق والتآزر مع القنوات الفضائية، وكأن بينهما حلفا وآصرة توافقية؛ مثلما يقول علماء الكيمياء التحليلية!

نعود إلى المحللين الذين ظهر فيضهم، وسطعت نواصيهم في القنوات الفضائية، وانبروا لـ"فكفكة" الشأن العراقي، ومتعلقاته من الفتن والحوادث الإرهابية، وكأن أحدهم عليم خبير بكل شاردة وواردة.

لقد حللوا وجمعوا وطرحوا وقسموا وضربوا، وطرحوا أحاديث بما يعلمونه ولا يعلمونه، لكنك تكتشف فيما يطرحون أنهم لم ينسوا مسك العصى من الوسط!

كلامهم عائم غائم، ومعظمهم إن لم يكن كلهم؛ يتحدث بلهجة واحدة وبوجهة نظر واحدة، وتكتشف ـ بعد إصابتك بالصداع ـ مدى التناقض بين وظيفة المحلل السياسي الحقيقي، وبين ما يطرحون من فراغ كلامي و"تسفيط حجي" أقضوا به مضاجعنا، أكثر مما أقضته الحوادث والتغيرات التي مرت بنا..

وأستمع إلى أحدهم وستصاب بالرعب، وكأن القيامة قد قامت، وأن الآزفة أزفت، وأن القارعة قد قرعت، وأن الحاقة قد حقت..فقد راسلني صديق عراقي مقيم في أستراليا مستفسرا عمن بقي حيا من معارفنا!

عندما قلت له أن الأوضاع عندنا مقبولة إن لم تكن طبيعية، وأن ما يحدث هنا هو أقل مما يحدث في نيويورك مثلا، قال لي لعنة الله على المحلل السياسي "فلان"، فقد أرعبني وجعلني أعتقد أن العراقيين "خلصوا"؛ أي ماتوا عن بكرة أبيهم!...

كل هذا في كفة، ولكن الكفة الأخرى هي ثقتهم الزائفة التي يظهرونها، وبما يوحي أن ما يقولونه كلام منزل، ولا يمكن أن يأتي إلا ممن عنده أم الكتاب وخفاياه... 

غريب الأمر أن أحدهم ظهر في فضائية تبث من القاهرة بعنوان عراقي وهو يعلك العلكة... تماما مثلما يلوك الكلام!..

كلام قبل السلام: تستغرق مناقشة المسائل التافهة وقتا أطول، لأن بعضنا يعرف عنها أكثر مما يعرفه عن المسائل الهامة..!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك