المقالات

اربعون عاما وربيع الثورة مستمرا

1652 2019-02-10

علي الطويل

لم يخطر ببال احد ممن كان يتابع مسيرة الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني ( رض ) في حينها انها ستثمر هذه الثمرة اليانعة ، فقد كان اكثر من تنبأ بمستقبلها من المحللين الستراتيجين والسياسيين بانها فورة وستنتهي بمجرد ان تستخدم القسوة المفرطة ضدها او باستخدام المؤمرات ، وقد زودوا الشاه بما تقدح به افكارهم ونصحوه بذلك فلم يتردد في استخدام اقسى مالديه من ادوات واساليب لكي يخمدها او يعرقل مسيرتها ، ولكنها في كل مرة يزداد لهيبها وتتوقد شعلتها اكثر فاكثر ، ولم يفهم جميع من حلل في حيثيات هذه الثورة ، في تلك الفترة الحالكة الظلام في ايران وفي محيطها العربي والاقليمي ، انه كيف يمكن لعلماء مدرسة اهل البيت من استقطاب الامة وقيادتها بدون سلاح وبدون ادوات سياسية او تنظيمية ، لان اقرب عهد لهؤلاء المحللين بذلك هو قبل الثورة بعشرات السنين ، في ماسمي بثورة التنباك في ايران او ثورة العشرين في العراق ولم يكن لتلك التجربتان من نتائج ستراتيجة واضحة على ارض الواقع ، وتناسى هؤلاء المحللون ان الجماهير في مدرسة اهل البيت عندما تتمسك بعقيدتها وتاتمر لمرجعيتها القائدة فانها ستكون بركانا لايقف بوجهه احد مهما كانت قوته وجبروته ومهما تعاظم حجم المؤامرات والدسائس.
وما ان انقضت جماهير الثورة الاسلامية على نظام من اعتى نظم الطاغوتية التي عرفتها البشرية في عصرنا الحديث وهو نظام الشاه ، حتى تاسس نظام الجمهورية الاسلامي الذي وجه صفعته القاتله لمخططات امريكا التي لم ينفع مكرها في ايقاف عجلة الثورة على طول مسيرتها قبل وبعد سقوط النظام الطاغوتي الذليل ، والذي كان احد اكبر الا ذرع الامريكية والصهيونية في المنطقة والعالم ، فلم تنفك قوى الاستكبار في تقديم دعمها لهذا النظام واذنابه فيما بعد ، ولم تتردد يوما في التأمر على الثورة الفتية بجميع ماتملكه من ادوات المكر والتامر الا واستخدمتها للنيل منها وعرقلة مسيرتها . ولكن قيادة الامام الخميني ووعي الامة لدورها وتمسكها بقيادة الفقيه افشل كل مخططات الاستكبار . فلم يشهد تاريخ الثورات ان ثورة تاسس نظاما جديدا وفي اشهر من عمره تشن عليها ابشع حرب تدميرية تطول ثمان سنوات والجيش مفكك والنظام لازال طريا وتعتريه الكثير من المشكلات الادارية والسياسية والاقتصادية ، وقد استخدم النظام الصدامي كل مايملكه من قوة واسلحة واساليب اعلامية ونفسية وحصار ودسائس داخلية وخارجية ، وقد تلقى نظام صدام دعم العالم باسره واغدقت الاموال عليه لاجل الاستمرار حربه حتى بلوغ اهدف الاستكبار في اسقاط هذا النظام الفتي ، ولكن كل ذلك تحطم على صخرة الصمود والثبات التي غرستها المدرسة الخمينية في صفوف الجماهير الايرانية ومنحتها الارادة والقوة والصلابة في المواجهه ، ولم تتوقف المؤمرات بتوقف الحرب الصدامية بل توالت باشكال اخرى كالتخريب والدسائس الداخلية والحصار الخانق الذي شمل حتى الدواء ، ولكن الثورة التي لم توقفها اعتى المؤمرات وهي لازالت فتية ، فلا توقفها ايضا بعد ان امتلكت الخبرة والقوة وتربعت على ناصية العلم والتكنلوجيا والادارة وامتلكت خبرات ادارة الملفات والتفاوض التي اعجزت الاعداء بصبرها وذكائها وقدرتها على المناور والمطاولة والثبات لنيل المطالب وتحصيل الحقوق . 
والثورة الاسلامية ونظامها الجمهوري في ربيعها الاربعين اليوم تقف في مصاف الدول العظمى ويحسب لها الحساب في ستراتيجيات الدول الكبرى ومخططاتها لمستقبل العالم فقد تجاوز نفوذها المنطقة الجغرافية واقليمها ، وتوالت انجازات الثورة ففي كل يوم تظهر للعالم انتاجا جديدا واكتشافا علميا وتطورا اقتصاديا وعسكريا وصناعيا ، حتى اصبحت شغلا شاغلا لامريكا واسرائيل لايغيب عن اذهانهم وكابوسا يقض مضاجعهم ولايعرفون كيف يتخلصون من تاثيراته على مصالحهم وخططهم للمنطقة والعالم والغريب الذي لازالوا لم يفهموا طبيعته هو هذا الالتفاف الجماهير حول نظام الجمهورية الاسلامية وفي احلك الظروف التي فرضوها عليه من اجل تفكيك هذا التلاحم ولكنهم الى الان قد عجزوا في ذلك كله ، فرغم قساوة الظروف الاقتصادية والحصار اقلة فرص العمل والمعيشة - تلك الظروف التي خلقها الحصار الذي فرضوه - ولكن جماهير الثورة لازالت متمسكة بنظامها وملتفة حول قيادة الفقيه العامل رغم كل مايحاك وبتحد كبير لكل الظروف والمشاكل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك