قيس النجم
ميدان التجسس في العالم بات متطوراً جداً، لذا فقد تمكن موظف تقني، من العمل على سرقة ملفات سرية أمريكية، تخص جانب الدفاع الوطني، وفيها معلومات، وبيانات لا يمكن لاحد أن يطلع عليها، الموظف العميل (سنودن)، شق مسيرته بإرادته، لكشف الأسرار كما يقول، ليرى العالم مقدار الديمقراطية الملوثة بالدماء في أمريكا.
بين قضايا ساخنة ومفتعلة، ومصائب، وويلات تافهة، جرت العالم الى حروب دامية، وبين أسرار عسكرية خطيرة، فشد (سنودن) الرحال الى المنافس الأول لأمريكا، حيث قبل طلب لجوئه المؤقت في روسيا، لتنجلي الغبرة عن العيون والضمائر، فكيف سيتعامل (سنودن) بهذا الكم الهائل من التسريبات والكوارث، خاصة وأنه سربها الى صحيفة الغارديان، والواشنطن بوست.
ما زلنا نفتش عن إجابات مقنعة، لتجعل أحضان روسيا دافئة للعميل (سنودن)، والموافقة على طلب لجوئه ولو مؤقتاً، لمدة عام كامل، فقد أوردت الصحف العالمية تسريبات كثيرة، عن مجريات الأحداث في المنطقة العربية، وأهم أسباب التصعيد الطائفي، الذي أعتبرته قوى الإستكبار العالمي، أهم عامل لإغراق المنطقة بالعنف.
لا غرابة، أن أمريكا لم تصطنع الأحداث لقتل (سنودن)، أو إعتقاله، بل أعتبره وزير العدل الأمريكي حراً، وله الحق في السفر والتنقل، رغم إصدار مذكرة إستجوابه بحقه! لكن الجواب الحقيقي، لهذا التصرف، هو أنه يمتلك من الأسرار الامريكية، ما يجعلها تخطط بهدوء مع حلفائها، الذين لهم مصالح إستخبارية معها، فهم في المركب نفسه، في طريقة مقنعة، لقتله ودفن كل الأسرار، دون لفت الأنتباه.
هل من الممكن أن تسمح أمريكا، لعميل تقني شاب، أن يسافر بإسرارها اللعينة، الى حيث يريد، خاصة فيما يتعلق بالأمن الوطني، والقومي، والتحالفات الملطخة بدماء الأبرياء، والذين يقتلون بإسم الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وتحرير الشعوب، من حكامها الطغاة كما يزعمون، علماً بأنها هي من تنتجهم، وتعمل على رفع نسبة طغيانهم، وبشتى الذرائع المزيفة!
إحدى أهم الوثائق التي تهم العرب، هو أنه حدثت مكالمات، ومباحثات سرية بين قوى عظمى، تفرض تسيدها على منطقة الشرق الأوسط، ومن ضمن كلام أحد المتحدثين، أنه قال: نريد للمنطقة العربية أن تكون، متخلفة، مقسمة، متأخرة، نبيع كل شيء فاسد لهم، لأنهم سذج ولا يدركون ما يدور حولهم! سنسير على هذا الطريق، للقضاء على إسلامهم الصحيح، ولنخلق لهم إسلاماً، وفق متبنياتنا.
ختاماً: لقد صدق (سنودن)، في وصف المنطقة العربية، بأنها مفككة، ومتأخرة، وجاهلة، لأنها أصبحت أرضاً خصبة، لزراعة الدكتاتورية، وإحتضانها للطغيان، حتى أمست الأمثال تضرب بها، في التخلف، فنحن أمة ضاعت بجهل أبنائها، وهروب مثقفيها وعلمائها، وخيانة حكامها، وزيف تدينهم، وفتاوى شيوخ الفتنة والقتل، التي أصبحت قبلتهم!
https://telegram.me/buratha