مهند كزار
لم تكن المتغيرات الحاصلة في العالم والشرق الأوسط مفاجئة، بل محيرة بنفس الوقت، الزواج السري الذي بقي سريا لسنوات طوال أعلن عنه بطريقة سرية ايضا، لكن تم كشفه عن طريق الخيانة الزوجية، فقد قام الزوج بتصوير مقطع فيديو إباحي للزوجة التي أعلنت عن عدم أمتلاكها لأي خلق أو مبدأ منذ عقود .
هذه الخيانة عبر عنها اوفير جندلمان المتحدث باسم نتنياهو وحسب قوله: “ما يحدث بعلاقاتنا مع الدول العربية غير مسبوق لم يتم الكشف عن حجم التعاون بعد لكنه أكبر من أي وقت مضى، هذا تغيير هائل”
الصراع الحاصل في كل من اليمن وسوريا ومنطقة الشرق الأوسط ، كان هو الفيصل لإعلان زواج الدول العربية من الكيان الإسرائيلي، هذا الزواج الذي كان سريا طوال العقود الزمنية المنصرمة، حتى وصل الحال إلى جلوس حكام هذه الدول على طاولة واحدة من الكيان الصهيوني في اجتماع وارسو، الذي كان هدفه تغيير البوصلة تجاه الجمهورية الإسلامية ، بدل من ان تكون موجهه على من احتل القدس وهجر الشعب الفلسطيني وهو ما اكدته صحيفة الفايننشال تايمز التي نشرت مقالاً لرولا خلف بعنوان "الولايات المتحدة تتجه إلى بولندا لإنشاء تحالف ضد إيران" .
أيران الشاه كانت صديقة حميمة لإسرائيل والشرطي الحامي للمصالح الاميركية في الخليج، لكن كل هذا اختلف بعد الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩، ومنذ ذلك الوقت واميركا تحاول بكل قدراتها وأد الثورة، لأنها خسرت أكبر نظام عميل لها في المنطقة فقد وقفت إيران الثورة منذ الساعا ت الأولى مع القضية الفلسطينية، و اعتبرتها قضية الأمة الإسلامية، وساندت جبهة التحرير الفلسطينية وحركة حماس على خلاف الدور السلبي لجميع دول الخليج .
يعد مؤتمر وارسو نقلة نوعية في مسألة التطبيع العربي مع إسرائيل، إذ ترى الإدارة الأمريكية أن هذا التحالف من شأنه أن يقرب بين إسرائيل والدول الخليجية بهدف مواجهة إيران، لأنه يفرض معادلة للصراع من نوع آخر على عكس ماهو قائم، فمعادلة الصراع الحقيقية في المنطقة والتي يعرفها الجميع ويسكت عنها، أن لا أمن لأسرائيل إلا بضعف جيرانها، من خلال صناعة مصدر تهديد مزعوم لها، لذا تثقف مصادر الإعلام الخليجي والأمريكي لخطورة الدور الإيراني في المنطقة، لتهيء الظروف للقبول بشراكة إسرائيل ضمن منظومة الدفاع الخليجية على مستوى المنطقة .
يبدو أن الدول الخليجية قد تناست ماذا فعلت الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إفشال الثورة، إلا أنها فشلت منذ الانتصار إلى يومنا هذا، وتعتقد بأن تحالفها الجديد مع الكيان الصهيوني قد يقدم الحماية اللازمة ، لأنها تعودت على أن تكون محمية من دول اخرى، وهذا الموضوع؛ قد كشف عن التفكير السطحي الساذج لحكام هذه الدول، التي اذا ما اندلعت حرب ما بين القطبين فأن ساحة دولهم هي الملعب الذي سوف تسقط فيه كل الكرات، وسوف يتم حرق الأخضر واليابس فيها، بسبب الدعم الروسي والتركي للجمهورية الإسلامية، ورفض كل من فرنسا وألمانيا لهكذا تحالفات من شأنها ان تقوض الامن في منطقة الشرق الأوسط.
ختاما نقول؛ إن الولايات المتحدة تبني وهماً بأنها تستطيع بناء ائتلاف مناهض لإيران، خصوصا بعد المتغيرات التي حصلت في المنطقة، وعلى دول الخليج أن تعي حقيقة واحدة؛ ليست إيران من احتلت القدس .
https://telegram.me/buratha