قيل ايام اطلعت على نشرة بريطانية كانت تتحدث عن النازحين العراقيين في معسكرات اربيل ، وقد عزت هذه النشرة اسباب عدم عودتهم الى ديارهم هو الحشد الشعبي المتواجد في مناطقهم وتصرفات افراده والخوف الذي تشعر به هذه العوائل من استهداف الحشد لهم ونهب اموالهم ، وكان الخبر بخصوص النازحين من المكون المسيحيي ، وللتاريخ ان مناطق الحمدانية والمناطق التي يتواجد فيها هذا المكون من الاخوة المسيحيين هي من اوائل المناطق التي عاد اليها سكانها ، بفضل العناية والرعاية الخاصة التي اولتها فصائل الحشد لهذا المكون ، وقد اظهر الاعلام في وقتها الكثير من المواقف الانسانية للحشد تجاه هذه العوائل ، ورضى الناس الكبير عن الرعاية والاهتمام الذي ابداه تجاههم .
ولكن تسريب هكذا اخبار وفي هذا الوقت بالذات فيه اهداف اخرى منها:
1.ياتي هذا الحديث ضمن الحملة الممنهجة ضد الحشد الشعبي التي تقودها الولايات المتحدة واذنابها من العراقيين وغير العراقيين ، بعد ان ابدت فصائل الحشد الشعبي ممانعة كبيرة وقادت حملة سياسية كبرى ضد الوجود الامريكي في العراق .
2.الحديث عن المكون المسيحي بالذات فيه لمسة الخبث البريطاني المعروف لجر اطراف اخرى في اوربا لديها رضى وان كان ظاهرا عن وجود الحشد الشعبي ودوره الذي قام به بالقضاء على الارهاب ، وذلك لكسب التعاطف مع (معاناة المسيحيين )المزعومة
3. تبييض صفحة داعش من جرائمها ضد المسيحيين والمكونات الاخرى في كل منطقة تدخلها ليحل الحشد مكانها ، في الاعلام الامريكي والصهيوني واذنابه الذي يريد طي صفحة الماضي الاسود لداعش ، والتهيئة لمرحلة جديدة يكون فيها داعش بثوب ابيض وان الحشد هو العقبة في مسيرة السلم والامن كما يزعمون .
والاغرب من كل ذلك ان ذيول الاعلام الامريكي في العراق وخارج العراق ، طالما صدعوا رؤوسنا بتباكيهم على وضع العراق ، وتضخيم بعض التصرفات هنا وهناك من قبل افراد يدعون انتسابهم للحشد ويستغلون هذه الصفة لابتزاز الناس والاعتداء على ممتلكاتهم ، وما ان قامت هيئة الحشد بحملتها لاغلاق مقراتهم وتخليص الناس من تصرفاتهم ، حتى بدات هذه الذيول بالدفاع عنهم وتبرئة ساحتهم وتحويل الانظار والادعاء ان اغلاق المقرات الوهمية ماهو الا حركة تقوم بها هيئة الحشد ضد المعارضين لايران والوجود الايراني( هكذا).
ان حركة الاعلام الذي يدور في فلك امريكا والصهيونية هذه انما تجعل المتابع للاحداث يستشرف ماتريده امريكا للمرحلة القادمة وخاصة في العراق ، فالمرحلة القادمة يبدو انها مرحلة حرب اعلامية معنوية شرسة سوف تقودها امريكا والصهيونية للنيل من قوى الممانعة والمقاومة بعد ان عجزت عن النيل منها اسقاطها عسكريا بكل الصور التي استخدمتها والعناوين التي اتت بها سواء كانت باسم القاعدة او داعش او غيرها ، وبعد تلقيها الضربات تلو الضربات وفي مختلف ميادين الصراع ، ونحن على يقين راسخ ان قوى المقاومة التي انتصرت في احلك الظروف واصعبها سوف تحول المشروع الامريكي الجديد الى هباء وسوف تبدد اهداف الاستكبار مهما كان حجمها وقوتها وسوف يكون انتصارها في هذا الميدان كما في الميادين الاخرى ، لان زمن الهيمنة والتفرد الامريكي قد ولى وزمن المقاومة هو الحاضر وسوف يكون المستقبل كذلك .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha