المقالات

رثاء في أربعينية أخي الشهيد أسعد السهيل في جامع براثا

3568 18:59:00 2006-06-23

الشهيد اسعد السهيل وابنه الشهيد فاضل

هل يعلم الراهب أن صومعته هذه ستكون مسجدا كبيرا يوما ما، ترى ماذا لقنه علي حينما التقاه, بماذا نبأه؟ هل نبأه بأن نجمين من أحفاد رسول الله سيدفنان على مرمى حجر منه؟ هل نبأه عن بغداد وجسورها؟ هل أوحى إليه أن قوما سيبعثون لأعمار مسجده بالقرب من دجلة؟ أي علم عندك ياراهب الزوراء خبرنا بالله عليك؟هل علم الراهب بيوم الجمعة الدامي؟ هل أحصى عدد الملائكة الذين عرجوا بتلك الأرواح الى الملكوت الأعلى؟ نعم يابراثا حدثننا عن تلك الأجساد التي عفرت على ثراك الطاهر أي منكم زاد الآخر قداسة أنت أم أجساد أتباع علي؟ براثا حدثنا من أرتوى من تراتيل صلوات الجمعة أنت أم أرواح الشهداء في محرابك؟هناك في بغداد يابراثا عمل حثيث وبحنق على تشتيت أتباع آل الرسول، في بغداد وليلها تحاك المؤامرات ضدنا ومنذ تشييدها وفي داخل أسوارها وبين أساطين جدرانها دفنت أجساد لنا تضم بين جنبيها حب علي وأولاده في بغداد وليالي ألقها وسمارها نعذب كل يوم وليلة ألف مرة ومرة؟ في بغداد يابراثا يرقصون ويحتفلون كل يوم على اشلاء قتلانا ، في بغداد يابراثا تغتصب عشرات العذارى وتنتهك الأعراض دون وازع من ضمير أو رادع من دين.

في عمر تاريخ بغداد لم نجد سوى الأحن والأحقاد وفي أعماق نهر دجلة غرقت كل البشائر وأخذها الطمى وراح يلوي بها صوب الجنوب ليدفنها مع أحلام أبناءه الضائعة.الى بغداد يعود أحفاد الأنكشارية من جديد للقمع والقتل والغدر, في عمر بغداد لم تحكم من أبنائها ولم تهنأ بدجلتها الذي كان يبتلعها أحيانا بفيضانه بدل أن يفيض عليها خيرا, نعم هي بغداد بنيت وصممت لتحتضن الغرباء فقط وتقتل أبناءها.

بغداد أية مدينة أنت قاسية في السرمهادنة في العلن خادعة ماكرة, بغداد لم تفقد عذريتها يوم جاءها البعثيون الأدعياء واستولوا على عرشها بل اغتصبت يوم أدخل عليها هارون البرامكة ويوم جاء المعتصم بالترك ويوم نهبها هولوكو، ويوم استولى على قرارها المماليك والأنكشارية، ألم أقل لكم أن بغداد لم تحكم من أبنائها على طول التاريخ!!

وأنت أيها الشهيد الغريب في بلاده، العزيز عند الله عرفناك في ستوكهولم لتذهب الى بغداد زائرا ليتلاقاك مسجد براثا محتضنك بشوق, عرفناك في هذا المكان المبارك الذي كان لك وطن وصرنا لك أهلا، فأهلك ياأسعد نحن الذين بكيناك بحرقة ودخل الحزن بيوتنا جميعا وعرفوا أولادنا صغارا وكبارا أنك عمهم صاحب القلب الطيب والوجه الباسم، تستقبلنا بابتسامتك المعهودة لم نعرف عنك إلا الحب للجميع والتسامح ودماثة الخلق, في هذا المكان يا أسعد في مجمع أهل البيت عليهم السلام في ستوكهولم الذي صير مشاعرنا واحدة اعتدنا نلقاك ونسمع صوتك هنا الذي لازال صداه يتردد على جدران المجمع نتذكر كل كلمة لك كل تسبيحة في صلوات الجمعة كل موقف جميل. لايصبرنا عنك سوى علمنا انك مضيت الى خير منزل وجاورت ربك وهو خير جار واختتمت حياتك بعاقبة كلها خير انشاء الله.... وابنك الجميل فاضل الذي فارق الحياة غضا كم فرحت بلقاءه الملائكة فلا ذنب اقترف ولاجريمة ارتكب فقط انه يحمل في فطرته وأعماق سريرته الطاهرة حب علي وأولاد علي فالى الجنان أيها الشهيد العزيز محتضنا ابنك بين ذراعيك تشكو مظلوميته للزهراء عليها السلام.

أيها الشهيد الغالي لا أريد أن أعزي أخي الحاج أبو إيثار لوحده وكل آل السهيل، بل العزاء لنا جميعا نحن شيعة ستوكهولم لأن المصاب جلل والفقيد عزيزنا ولكن كما جرى العرف والعادة لابد لي من أن أقدم التعازي لك أخي الكريم فكلنا نحيك على صبرك واحتسابك ورضاك بقضاء الله وقدره، ولك أسوة في أهل بيت النبوة لقد سبقونا الى ذلك كله فصبرا الى يوم نلقاهم فهم أملنا في النجاة يوم تنكشف السرائر، فعظم الله لك الأجر،والحمد لله رب العالمين.

جواد السعيد- ستوكهولم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سيد جواد
2006-06-23
الى جنة الخلد وهذي ضريبة الي يوالي علي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك