المقالات

شعور وليس شعار حب الوطن!


قيس النجم


الأوطان لا تبنى بالأمنيات بل بدماء الرجال الاوفياء، لأنهم اصحاب مشروع يعتمد التضحية والعطاء، كما أن المواقف العظيمة تأبى أن يزورها أحد سوى هؤلاء المجاهدين، الذين لم يتاجروا بجراح الناس، بل على العكس هبوا لإنقاذ الناس مع إيمانهم بأنهم راحلون، لكن اوطانهم وشعوبهم باقية، ومن هنا يولد الرجال، والسيد داغر الموسوي أحدهم.
إن نهايات هؤلاء الرجال كبيرة كبداياتهم العظيمة، تحمل هم الانسان المضطهد، مستوعبة كل مخاضات الوطن ومشاكله، لذا حمل السيد الموسوي مشعل المقاومة ضد الدواعش بكل اصنافها وأزلامها، متيقناً بان الوطن ينمو بدماء أبنائه.
السيد داغر الموسوي كان يحمل الوطن كشعور وليس شعار، وحشد كل امكانياته لخدمة الوطن والمواطن، عمل بصمت بعيدا عن الأضواء، لأن قدره مواجهة الانحراف والظلم والعنف اينما حل في ارض العراق المقدسة، فهرع الى ساحات الجهاد مع أول إنطلاق نداء فتوى الجهاد الكفائي، ليقارع عصابات داعش الإرهابية، لهذا إحتفظت ميادين الجهاد والمقاومة والبناء بتلك الوجوه بقدر إحتفاظها بمواقفها، لأنها مشرفة تستحق أن يذكرها التاريخ وتخلدها الأجيال، وتمجد إنجازاتهم.
السيد الموسوي أحد الابطال الذين اشتركوا في الحرب ضد داعش، ولم يسمح هو ورفاقه، للغرباء وشذاذ الآفاق وحثالة المجتمعات المريضة أن يستوطنوا أرضنا، فتسابق هؤلاء الأبطال للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات.
أمثال السيد داغر القائد والأخ والمجاهد والوالد، قد كثروا في محافل حشدنا المقدس، لأنهم يحفظون في ذاكرتهم مَنْ يستحق أن يسيروا على خطاه، وقد تركوا بصماتهم الواضحة وآثارهم الناصعة على كل مَنْ رافقهم في مسيرة والجهاد، فصنعوا الكرامة الأبدية بشجاعتهم وايمانهم ودمائهم الطاهرة. 
لقد وهب السيد الموسوي نفسه للوطن، ولم يتخلَ عن واجبه طالما تطلبت المسؤولية ان يكون حاسم، في الحق وحازم في العدل والقرار، أعطى فرحة لمَنْ تعثر وخدم إخوانه في السراء والضراء، فأي سعادة أكبر من أن يسخر الإنسان حياته ووجوده من أجل أهله وإخوته وأبناء جلدته ووطنه، ولا يوجد طريق أشرف وأنبل وأطهر واتقى من الطريق الذي سلكه شهيد الواجب السيد الموسوي، فرضوانه تعالى عنه يوم رحل عنا ويوم يبعث حيا.
ختاماً: عندما أرد الكتابة عن شهيد الواجب، الرجل الذي وهب نفسه وماله للعراق، توقفت العبارات خجلة امام هذا العملاق المؤمن الشجاع، فلم تسعفني الكلمات! رغم أنى اتلاعب بها في صياغة المقالة، ولكن أي مقالة ستنصف شخصية فذة، مثل السيد دغر الموسوي رحمة الله عليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك