الأوطان لا تبنى بالأمنيات بل بدماء الرجال الاوفياء، لأنهم اصحاب مشروع يعتمد التضحية والعطاء، كما أن المواقف العظيمة تأبى أن يزورها أحد سوى هؤلاء المجاهدين، الذين لم يتاجروا بجراح الناس، بل على العكس هبوا لإنقاذ الناس مع إيمانهم بأنهم راحلون، لكن اوطانهم وشعوبهم باقية، ومن هنا يولد الرجال، والسيد داغر الموسوي أحدهم.
إن نهايات هؤلاء الرجال كبيرة كبداياتهم العظيمة، تحمل هم الانسان المضطهد، مستوعبة كل مخاضات الوطن ومشاكله، لذا حمل السيد الموسوي مشعل المقاومة ضد الدواعش بكل اصنافها وأزلامها، متيقناً بان الوطن ينمو بدماء أبنائه.
السيد داغر الموسوي كان يحمل الوطن كشعور وليس شعار، وحشد كل امكانياته لخدمة الوطن والمواطن، عمل بصمت بعيدا عن الأضواء، لأن قدره مواجهة الانحراف والظلم والعنف اينما حل في ارض العراق المقدسة، فهرع الى ساحات الجهاد مع أول إنطلاق نداء فتوى الجهاد الكفائي، ليقارع عصابات داعش الإرهابية، لهذا إحتفظت ميادين الجهاد والمقاومة والبناء بتلك الوجوه بقدر إحتفاظها بمواقفها، لأنها مشرفة تستحق أن يذكرها التاريخ وتخلدها الأجيال، وتمجد إنجازاتهم.
السيد الموسوي أحد الابطال الذين اشتركوا في الحرب ضد داعش، ولم يسمح هو ورفاقه، للغرباء وشذاذ الآفاق وحثالة المجتمعات المريضة أن يستوطنوا أرضنا، فتسابق هؤلاء الأبطال للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات.
أمثال السيد داغر القائد والأخ والمجاهد والوالد، قد كثروا في محافل حشدنا المقدس، لأنهم يحفظون في ذاكرتهم مَنْ يستحق أن يسيروا على خطاه، وقد تركوا بصماتهم الواضحة وآثارهم الناصعة على كل مَنْ رافقهم في مسيرة والجهاد، فصنعوا الكرامة الأبدية بشجاعتهم وايمانهم ودمائهم الطاهرة.
لقد وهب السيد الموسوي نفسه للوطن، ولم يتخلَ عن واجبه طالما تطلبت المسؤولية ان يكون حاسم، في الحق وحازم في العدل والقرار، أعطى فرحة لمَنْ تعثر وخدم إخوانه في السراء والضراء، فأي سعادة أكبر من أن يسخر الإنسان حياته ووجوده من أجل أهله وإخوته وأبناء جلدته ووطنه، ولا يوجد طريق أشرف وأنبل وأطهر واتقى من الطريق الذي سلكه شهيد الواجب السيد الموسوي، فرضوانه تعالى عنه يوم رحل عنا ويوم يبعث حيا.
ختاماً: عندما أرد الكتابة عن شهيد الواجب، الرجل الذي وهب نفسه وماله للعراق، توقفت العبارات خجلة امام هذا العملاق المؤمن الشجاع، فلم تسعفني الكلمات! رغم أنى اتلاعب بها في صياغة المقالة، ولكن أي مقالة ستنصف شخصية فذة، مثل السيد دغر الموسوي رحمة الله عليه.
https://telegram.me/buratha