حسام آل عمار
بقيت واقعة الغدير التاريخية في جميع العصور كتأريخ حي يجتذب القلوب والأفئدة، إن دوام هذا الحدث وأسباب خلوده هو نزول آيتين من القرآن الكريم في سورة المائدة آية3 وآية67، فما دام القرآن الكريم باقيا سوف تبقى الحادثة في القلوب والعقول.
عيد الغدير كان مشهورا بين المسلمين ذكر أبن خلكان عن (المستعلي بن المستنصر): بويع في يوم غدير خم هو الثامن عشر من ذي الحجة سنة487هـ، اخذ النبي (علية وعلى آله أفضل الصلاة والسلام) بيد الإمام علي علية السلام فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأنصر من نصره.
يرى المخالفين الذين سلبوا الحكم بعد الرسول الأكرم(علية وعلى آله أفضل الصلاة والسلام)، أن الخلافة لم تكن منصبا ربانيا ولا حاجة لتنصيص فيها، بل يمكن أن يقرر من المسلمين لتكون الخلافة لهذا الشخص وذاك.
الأوضاع السياسية داخل الأمة الإسلامية وخارجها قبيل وفاة النبي محمد(علية وعلى آله أفضل الصلاة والسلام) تطلب الوضع أن يعين النبي الأكرم بأمر الله تعالى خليفة له من بعده، إن المنافقين وأهل الكتاب في داخل الأراضي الأمة الإسلامية من جهة، والدولة البيزنطية والقوى المشتركة خارج الأمة الإسلامية من جهة أخرى يشكلون خطر يداهم المسلمين.
هذا الآن هو واقعنا السياسي في بلدنا العراق، وعلى خطى واقعة الغدير الأغر دعت المرجعية الرشيدة في نجف الأشرف، لإصدار فتوى الجهاد الكفائي لتصدي لزمر الكفر والإلحاد داعش،عندما تعرض العراق إلى خطر إرهاب داعش التكفيري.
سيطر التنظيم الإرهابي داعش على عدد من المدن, كالموصل، وتكريت, والانبار وديالى, وكاد أن يصل إلى بغداد, لولا الفتوى، ومن لبّى من أبناء العراق وأتباع مدرسة أهل البيت( عليهم السلام) للنداء، وتسارعوا للتطوّع في تلك المجاميع من الحشد، وقد شاركوا في أشرس المعارك وحققوا الانتصارات المتلاحقة.
الحشد الشعبي, هو رديف للقوات الأمنية, لمحاربة داعش, حسب توصيات المرجعية العليا, صمد أبناء الحشد في المواجهة, لم يتركوا ساحة المعركة, إلا وهم منتصرون, أو الاستشهاد في سبيل الوطن.
أينما توجه الحشد, تجد الانتصار تلو الأخر حليفهم, ميزتهم, العقيدة الصالحة, وحسن المعاملة والخلق الرفيع, والإسلام الحقيقي, وطاعتهم لأوامر المرجعية العليا.
يحملون شعار “العلم العراقي” حسب توجيهات المرجعية العليا, لكي لا تحدث التفرقة في ما بينهم, وحملوه قولا وفعلا, وحققوا الانتصارات تحت رايته.
سعت عصابات داعش التكفيرية, اللعب على وتيرة الطائفية, لتحدث الانقسام في الشعب العراقي, و روج له بعض الساسة, أصحاب الأجندة الخارجية والداعمين لداعش, والماكنة الإعلامية الطائفية المحلية والإقليمية، على أمل تأكيد الهوية الطائفية بديلا للوطنية, وبفضل الحشد الشعبي, وتعاونهم مع القوات الأمنية تحول العراق, من دولة تستقبل الإرهاب, إلى طاردة لهم.
https://telegram.me/buratha
