المقالات

اليسار العراقي؛ صلاة بلا وضوء..!

1605 2019-02-27

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

ثمة حكاية سمعتها منذ أمد طويل، تقول أنه كان في إحدى القرى رجل لا يصلي، وبسبب ذلك فإنه، لم يكن مرحبا به في مجتمع رجال القرية، التي كانت الصلاة ومسجدها محور إهتمامهم.

 أحد صلحاء القرية؛ أعتقد بأن هذا الرجل الذي لا يصلي؛ يتوفر على بذرة خير، فقد وجده يوما يزيح الأحجار عن الطريق، وعندما ساله عن سبب قيامه بذلك، أجابه الشخص الذي لا يصلي: حتى لا يعثر بها الصبيان فيجرحوا.

استثمر "الشخص الصالح" هذا الموقف، وحدث صاحبنا عن الصلاة وفوائدها، لكن ذلك لم يلق رواجا لدى الذي لا يصلي، فما كان من "الصالح"؛ إلا أن وعده بمكافأة مالية، إن هو ذهب معه الى المسجد وصلى، فوافق "صاحبنا" وتواعدا يوم الجمعة!

"صاحبنا" الذي لا يصلي ذهب الى المسجد يوم الجمعة، ووقف الى جانب من وعده بالمكافأة المالية، وتوقع أن يدس بيده المكافأة قبل الصلاة، لكنه لم يفعل..إنتظر الرجل الى أن بدأ الخطيب بخطبة الجمعة، ولكن "الصالح" لم يمد يده الى جيبه، فقال الذي لا يصلي في نفسه؛ ربما سيعطيني المكافأة بعد الصلاة..

إنتهت الصلاة وأنفض الرجال خارجين من المسجد، خرج صاحبنا معهم أيضا لاحقا بالصالح، مطالبا إياه بالمكافأة! لكن الصالح ردعليه؛ بأن الجائزة في الحقيقة هي نعم الثواب في الآخرة..!

 غضب الذي لا يصلي؛ من (التكتيك) الذي استخدمه الصالح معه، فما كان منه إلا أن قال له ببساطة: كنت أتوقع منك مثل هذا الغدر، ولهذا صليت معكم بدون وضوء.!

اليسار العراقي وأدعياء المدنية، يتحدثون عن الديمقراطية كثيرا، لكنهم لا يقبلون بنتائجها وبمخرجاتها، هم معنا في العملية السياسية منذ 2003، تبوأوا مقاعد في البرلمان، وشغلوا مراكز حكومية ورئاسية أيضا، وتجدهم في كل مفصل من مفاصل الدولة، لكنهم دائبي الشكوى منها..

تعرض الوطن لأخطار جمة، فنأوا بأنفسهم عنها بحذاقة، كانت جثث الشيعة تملأ الشوارع، والحسينيات والمساجد والمواكب، والمشاة الزائرين يتعرضون الى القتل كل دقيقة، في تلك الأوقات لاذ اليسار والمدنيين، بالخمارات والمواخير ومجالس السهر، إذ لم تكن تلك الأماكن هدفا للإرهاب التكفيري!

احتل داعش التكفيري، ومعه الحلف البعثي العربي ثلث أرض العراق، لكن اليسار العراقي ومعه أدعياء المدنية، كانوا يردحون شامتين في ساحة التحرير، ينددون بالقوى الإسلامية وبقيادتها للعملية السياسية، وكان وما يزال جل همهم إزاحة القوى الإسلامية بأي ثمن، وكانوا في كل ذلك؛ يتلقون دعما خارجيا مكشوفا، إن بالأموال أو بالدعم الإعلامي والتغطية السياسية، وكانوا لا يخجلون من ذلك، بل تراهم يفخرون به ويعلنونه.

في تلك الأثناء كانت القوى الإسلامية تزج بخيرة شبابها في معارك التحرير، وتحررت أجزاءا واسعة من  دنس الدواعش، بدماء متطوعي القوى الإسلامية المجاهدة، لكن اليسار العراقي ومعه المدنيين، ما زالوا يردحون ضد الإسلام في ساحة التحرير، لم يرفعوا بندقية واحدة من أجل العراق، لم يريقوا قطرة دم واحدة من أجل شرف العراق.

 لقد كانوا بالحقيقة طابورا خامسا لداعش، وشركاء علنيين بتدمير قيمنا وثوابتنا؛ بلا خجل أو مواربة، وآخرها إحتجاجاتهم المخجلة، على قرار يتعلق ببيع وإستيراد وتصنيع الخمور، والذي أتخذه البرلمان وفقا لمباديء الديمقراطية التي ينادون بها.

كلام قبل السلام: لقد شارك اليسار العراقي والمدنييون في العملية السياسية. ولكن بلا وضوء!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك