المقالات

هل حقا تريد امريكا القضاء على داعش؟ 

1764 2019-02-28

علي الطويل


اصبح من الواضح والمشهور في سلوكيات السياسية الامريكية ، انها لاتظهر مواقفها الحقيقية وخططها الاستراتيجية في التعامل بلدان العالم ، ولعل المخفي من هذه المواقف هو الحقيقة وليس مانسمعه من على منابر السياسة الخارجية الامريكية ومتحدثيها ، او ناطقي البنتاكون والمنحدثين باسم الجيش الامريكي ، فهؤلاء يتحدثون بما يملى عليهم وفقا لما تتطلبه المصلحة الامريكية والظرف السياسي العام في العالم ، وبما ينسجم والحفاظ على تلك المصالح وعدم اظهار الجانب المتناقض في السياسة الامريكية بين المواقف المعلنة والاهداف المخفية ، وطبعا كل ذلك مدعوما بماكنة الاعلام الصهيونية العملاقة التي تسير جنبا الى جنب مع المواقف السياسية والخطط العسكرية الامريكية ، بل هي جانب رئيس في خطة تحقيق تلك الاهداف .
وماحدث ومايحدث في منطقتنا ومنذ عشرات السنين يقع كله ضمن هذا الاطار من المواقف الامريكية المتناقضة ، فالولايات المتحدة الامريكية في تعاملها مع قضايا الشرق الاسلامي ، لها هدف واضح ورئيسي وهو الحفاظ على امن اسرائيل ، لذلك لم تتوانى عن استخدام كل الاساليب الغير مشروعه لتحقيق هذا الهدف ، ومن ذلك خططها في تمزيق الحزام المحيط بهذه الدويلة اللقيطة ، فكان مشروع داعش الذي يتغير اسمه بتغير الخطط وحسب ظروف الزمان والمكان ، ومدعوما بالفكر التكفيري ، المنتج عربيا واموال الدول السائره في فلك امريكا ومشروعها التدميري في المنطقة ، فمره طالبان ومرة القاعدة واخرى داعش ، والمراقب لايحتاج الى ادله كبيرة ليكتشف ان هذا المشروع هو مشروع امريكي بامتياز ، وان هذه العصابات المتنقلة في بلداننا لتخريبها ماهي الا احد اذرع منظومة الامن الامريكية تضرب بها اينما تتطلب الحاجة لذلك، وقد اغدقت عليه الاموال واشكال الدعم اللوجستي والعسكري ، بصورة مباشرة او غير مباشرة ، وهذه اصبحت من المسلمات الواضحة والمعروفة ، فاستخدمت داعش تارة لتمزيق سوريا ، وتارة في العراق ، واخرى في اليمن ولم يسلم من ذلك حتى اؤلائك العربات في هذا القطار الامريكي .
واليوم وبعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها دول الممانعة والمقاومة على هذا المشروع ، وفشل امريكا ومن سار في فلكها في تحقيق اهدافها ، كثر حديث المتحدثين الامريكيين عن الانتصار على داعش ، والاشارة الى الدور الرئيسي للولايات المتحدة في القضاء عليه ، ونسبة تلك الانتصارات التي تحققت الى الجيش الامريكي ، ولكن الحقيقة هي غير ذلك تمام ، فالانتصارات انما تحققت هو بفضل تلك التضحيات الكبيرة التي حققها ابناء هذه البدان التي داهمتها قطعان داعش المدعومة امريكيا خليجيا ، وتاتي الاعلانات الامريكية للقضاء على داعش كمن يشرع في حصاد لمحصول لم يزرعه هو، ومن الحقائق الواضحة ان المشروع الداعشي اصبحت له مهام اخرى في المشروع والخطة الامريكية القادمة ليس الا وسيظهر ذلك جليا في القادم من الايام ، والاخبار المتواترة في نقل تلك العصابات الاجرامية من سوريا الى العراق ، انما يقع ضمن هذا الاطار ، وضمن الخطة المستقبلية التي رسمتها امريكا واذنابها للمنطقة ، وما تتطلبه تلك الخطة من تكتيك مختلف ، فامريكا لاتريد القضاء على داعش وانما ستلبسه ثوبا اخر بعد نزع ثيابه القديمة ، وفي كل الاحوال والظروف فان ابناء هذه البلدان بعد ان خبروا هذه الخطط وحفظوها عن ظهر قلب ، فلن تنطلي عليهم تلك الدسائس ، بعدما اكتسبوا خبرات عسكرية وسياسية جراء مواجهتهم لذلك المشروع الذي كاد يعصف ببلدانهم ويلتهما ، لولا تلك التضحيات الكبرى والمواقف العملاقة للشعوب في التصدي له ، وهم الان اكثر قوة وعزيمة واكثر وعيا لما يحاك من دسائس ، وسوف لن تكون نتائجها باحسن حالا من سابقاتها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك