المقالات

بوس عمك بوس خالك..!

1836 2019-03-02

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يضربنا هذه الأيام، سيل عرمرم من أحاديث المصالحة، والتسوية والمصالحة المجتمعية، وتنشط ملتقيات تنفذها جهات تحمل عناوين وطنية فضفاضة، تحت عنوان السلم المجتمعي، وبديهي ان مثل هكذا أنشطة، تحتاج الى نفقات وكيس مال مفتوح، فما الذي حدث، وكيف ولماذا؟!

في هذا الصدد؛ دعونا نعالج الأمر، من زاوية التوصل الى مفهوم يستسيغه العقل؛ للمصالحة الوطنية التي هي العنوان الجامع، لكل الأنشطة والفعاليات التي تقارب موضوع البحث.

مثلما تتذكرون؛ فإن الحاجة للسير في طريق المصالحة الوطنية، نشأت عقب الهزة الطائفية العنيفة، التي اعقبت تفجير ضريح الإمامين العسكريين"ع"، قبل قرابة عقد من الزمان،  وتداعيات العنف الطائفي والتهجير التي أعقبتها.

في هذا المسار؛ تم تقديم تنازلات كبرى من الدولة، ومعها القوى السياسية المنخرطة في العملية السياسية، الى الأطراف الرافضة لها، وتشكلت آنذاك مؤسسات؛ تعنى بالمصالحة وبعناوين متعددة، معظمها لا تستند الى أساس دستوري، لكن في نهاية المطاف؛ حصلت قناعة أن المصالحة ضرورة لحقن دم العراقيين، وأن ثمنا باهضا يتعين دفعه للمضي في طريقها.

يتمثل هذا الثمن بأن يقبل الضحية، بأن يرى قاتله حرا طليقا، معززا مكرما يتلمض بدماء ضحاياه، فيما يبقى الضحايا يتشحطون بدمائهم.

 بالمقابل؛ فإن الشعب المجروح المنكوب بمزيد من الآلام، لا يمكنه أن ينظر الى قاتليه بنفس الأريحية، التي يتفاعل بموجبها الساسة مع الموضوع.

 إذ وبالنسبة لعامة الشعب، لا معنى لإطلاق سراح من ثبت تورطه في الدم العراقي، ومن غير المفهوم وجود مناطق بعينها، مغلقة على أبناء مكون معين، لا يمكن لغيرهم من العراقيين دخولها، لأن من يدخلها لن يكون بإمكانه أن يخرج منها، كما حصل في الرحالية قبل أيام، لسواق الشاحنات الـ 17.

الشعب لا يستطيع أيضا؛ تفهم إفلات من رفع السلاح بوجهه من العدالة،  والمنطق يقول أن لا مهادنة مع حمَلة السلاح، إذ ما من حامل سلاح لم يتورط في الدم.

تصبح المصالحة مفهوما إنطلائيا، يأتي بنتائج عكسية على معظم المستهدفين بها، فكثير منهم فهموا رسالة المصالحة؛ فهما ذا دلالة سلبية، فقد ضنوا أن الشعب والدولة ضعيفان، وليسا قادرين على النيل منهم، بل وذهبوا مدى أبعد، تحت زيف مشاعر القوة الكاذب’، بأنهم أقوى من الدولة، وأن الدولة تخافهم، ولذلك شكلوا جيوشا مليشياوية تقاتل الدولة والشعب، ومنها جيش "داعش" الذي لا نشك لحظة واحدة، ان كثير من ساسة المكون الذي انتج "داعش"، يعتبرونه ميليشيتهم المدافعة عنهم!

المزاج العام اليوم في شأن المصالحة؛ وصل سريعاً إلى نقيض المزاج السابق، والحاجة ماسة؛ الى عقوبات رادعة للإرهاب وحواضنه، خصوصا في مناطق حزام بغداد التي تعج بالإرهابيين، وعلى المدى البعيد، فإن المصالحة الهشّة لن تعود بخير على العراقيين، إن لم تعقبها حلول جذرية، وإجابات عن كل المسائل العالقة.

كلام قبل السلام: المطلوب أن يكون للمصالحة أنياب وقرون، تقارع بها ثيران الإرهاب الأعمى..وليس بوس عمك بوس خالك..!

سلام...                                           

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك