قيس النجم
كلمتان تتقاسمان الدف والبقاء، فيموت أحدهما في سبيل الآخر، وداع يحدده ألم وأمل وسط حاملي السياط، محاولين عبثاً إستعباد أمة رفض سيدها، أن يقر ليزيد إقرار العبيد، لأن ما عاناه ذلك المجاهد الحسني الحكيم، كان في نظره مجرد أصفاد من ورق، فلم يكن إبداعه مقتصراً على وقت زائل، بل كان إبن عصره وكل العصور، أراد حروفاً عظيمة بعظمة ما منحه لوطنه، فإختار ثلاثة (الراء والجيم والباء) في رجب، بمقابل إسم أعظم ولثلاثة أحرف أيضاً، (العين واللام والياء) في علي!
بطل ومعلم حكيم يتناول هموم الناس البسطاء، المشغولين بمشاكل حياتهم المنكسرة، كان مصراً على أنه كلما إرتفع الأنسان، تكاثفت حوله المحن والغيوم، فكيف بخيمة العراق أبان عهد الطاغية، وقد مزقتها الدياجير البعثية المظلمة، وهناك مَنْ يجمع بين الطموح والغبار، لكن القائد الضرورة الأحمق، كان ما يزال يبحث عن مستنقعات أخرى، ليدس الشعب العراقي في وسطها، لتنهك قواه ولا يستطيع النهوض لمواجهته، على أن دماء الشهداء وعظام المقابر الجماعية، كانت صفعة بوجه الطاغية فأذلت جبروته.
إعتاد العراقيون طيلة عقود العفالقة، على صخب الاعتقالات والمداهمات أما بطل النصر والسلام، فإنه ما برح يرادوه شعور بحكم العراق لمدى الحياة، ومن المستحيل إزاحته، عكس ما يحدث في جنوب العراق، فأنصار الحكيم المجاهدون، ما إنفكوا يزعجون حفلاته بعملياتهم البطولية، فتجتاحه موجة كبيرة من الغضب، يملأ على أثرها السجون بما لذ وطاب من رجال الحرية الحمراء، الذين كتبوا بدمائهم ما ينبغي أن يقال، وآخر مداد سال على ضريح رجب، كان لشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم(قدس).
يوم الشهيد العراقي، يتطلب وجود رجال متخمين بالعقيدة والإيمان، يعبرون حدود الطائفة والمذهب ويحطمون غربان الإرهاب والتكفير، فالشهيد السعيد محمد باقر الحكيم، ومَنْ قبله ومَنْ جاء بعده، غادروا من أجلنا، وصنعوا مجداً يضاف لأمجادهم التليدة، فأي دموع ستفي حقكم وعطاءكم الذي منحتموه لحياتنا؟ وأي قداس مهيب ترتقي إليه أنفسكم، وأنتم في عليين مع الشهداء والصالحين؟ طوبى لكم يا شهداء العراق، يا رجال المحراب، يا غيارى الفتوى، يا أسود الرافدين، لأننا نشعر بأن حياة جديدة بدأت بكم.
العراقيون اليوم يملكون شيئاً من الحرية، لكن هناك مَنْ يحدد حريتنا، لأنها لا تريد لنا التقدم للأمام، وهذا مالم يستوعبه ساسة ما بعد التغيير إلا القلائل، حيث ذلك يعني إرجاع العراق، لموقعه الطبيعي في العالم الإسلامي والعربي، لذلك إغتالوا مجاهدنا السيد محمد باقر الحكيم (رضوانه تعالى عليه)، حين أكد على أن جهادنا اليوم، جهاد الأمن والبناء، بعد إنتصارنا في معركة جهاد الطغيان والطاغوت، لكن شهيد المحراب وهب نفسه لوادي السلام، من أجل عراق السلام.
ختاماً: عندما يصبح ضريح علي باكياً على ضريح رجب! فأعلم أن المحراب واحد.
https://telegram.me/buratha