المقالات

كيف نمحو عار ثقافة التكفير؟!

1607 2019-03-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

" إذا خرج طاغية عن تعاليم الدين قالوا عنه إنه مجتهد، ومن أخطأ في اجتهاده فله حسنة..أما إذا جاء الفقير برأي جديد قالوا عنه: إنه زنديق..وأمروا بصلبه على جذوع النخل" علي الوردي

ليس المشكل الأمني وحده ما يواجهنا بضراوة، بل أن مشكلة الهوية، أو لنقل محاولات إقسار الأمة على تبني هوية غير هويتها، تشكل أيضا ميدان مواجهة، يتسع في ساحات المشكل الأمني..

الإنعزال والتكفير، أنتج بيئة خصبة لإستيراد مشكلات جديدة، مساحتها التداخل المفاهيمي اللا منضبط، بين العلمانية والإسلام، إذ لم تكن قضية العلمانية والإسلام، مشكلة مثارة في سابق الأيام، ولكنها اليوم تطرق الأسماع، وأبواب الفكر والثقافة والإعلام بقوة، وتطرح نفسها كإشكالية، على طاولات نقاش جماعات الرأي، وطرحت بقوة حين سعى العلمانيون الى فصل الروح عن الجسد، ونزع الهوية عن الشخصية، لمنح الأخيرة هوية جديدة بأطر ومحددات، وفقا لمعايير يريدونها هم.

إذا فهمنا حقيقة أن الإسلام دين للذين يؤمنون به، وأنه يمكن أن يكون ثقافة لغيرهم، وأن العلمانية منهج لإدارة مجتمعاتها، وإسهام في الحضارة العالمية، تصلح في مكان ولا تصلح في غيره، نستطيع أن نفكر بتعايش طبيعي، بين  الإسلام وباقي المفاهيم، ونستطيع أن نقدم للعالم صورة عن ثقافتنا، تمحي العار الذي لحقنا، بسبب ثقافة التشدد والتكفير ورفض الآخر، تلك الثقافة المفعمة بالجهل والتجهيل.

على الصعيد العالمي؛ نستطيع أن ننتج ثقافة تعايشية بناءة، بصيغة مثلى لتجاوز الخلاف والتخلف.

على الصعيد العربي؛  نستطيع أن ننتج بلا تعسف فكري، حقيقة دائمة مؤداها؛ أن العروبة ستكون بدون الإسلام مفكَّكة الذات، مبعثَرة الصفات، صغيرة الإطار، وأنها بالإسلام ستستوعب آفاق الثقافة، وتصبح مؤهلة لأن تكون طرفا فاعلا، في بناء الحضارة الإنسانية.

بهذا الفهم أيضا سنتخلص من عقم المواجهة الأفتراضية، بين ما هو علماني وما هو إسلامي، وما هو قومي وما هو إسلامي.

إن مناسبات مهمة كإحتفاء الإنسانية، بذكرى سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، ومشاركة مئآت من المثقفين، وصناع الرأي والحكماء والفلاسفة، من الذين يعتنقون أديانا أخرى غير الإسلام، بل ومشاركة الكهنة والقساوسة المسيحيين، مشاركة إيجابية فعالة، تلغي كل إفتراض للمواجهة بين ما هو مسلم وما هو ليس مسلم، وتفضح زيف متبني  فكر الإنعزال والتكفير..

إن مفهوما عمليا لإنسانية الإسلام، مازال يتفاعل بقوة على يد الحسين عليه السلام، برغم إستشهاده منذ قرابة أربعة عشر قرنا، لأنه أسس لمشروع جادٍّ يصب ليس في ثقافة المسلمين، بل للإنسانية كلها، مشروع مرن منتج حضاريا، يتسع لكل البشر، فيتشربونه تفكيراً وتعليلاً.

كلام قبل السلام: يمكنك أن تهز كل ما في العالم فقط بأسلوب لطيف ـ غاندي.

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك