المقالات

الزعامة الدينية والسياسية عند شهيد المحراب

2439 2019-03-09

عمار الجادر

 

رجل جمع الزعامتين معا، وكان رساليا يحمل هموم الأمة أينما كان، وهو إبن المرجعية الدينية، وطالبا في النجف، ثم أستاذا وباحثا فيها، عرفته الأروقة الجامعية، أستاذا لعلوم القرآن وسائر العلوم الإسلامية، وبعد ذلك عرفته ساحات الجهاد في العراق، وإيران ،وبقية أرجاء العالم الإسلامي.

شغل الشهيد الحكيم، حيزا واسعا من تاريخ الصراع، والتحدي مع الحكومات الديكتاتورية، وأجهزتها القمعية، ومواجهة التحديات، والإخفاقات الحاصلة، في مسيرة المعارضة العراقية.

كرس شهيد المحراب جهده، وإهتمامه، وطاقاته، من أجل قضية الشعب العراقي، الذي كان يرزح، تحت ظلم الطاغية صدام، ولأجل تلك القضية، بذل كل شيء، بإرادة، وعزيمة قل نظيرها.

في الجانب الديني، مارس شهيد المحراب، التدريس في الحوزة العلمية، في السطوح العالية، فدرس كفاية الأصول، كما درس في جامعات دينية في العراق، وإيران، وأشترك مع السيد محمد باقر الصدر، في مراجعة كتابيه(إقتصادنا وفلسفتنا)كما وصفه السيد الصدر(بالعضد المفدى) في إيران، لم تمنعه إنشغالاته السياسية، فأستمر بالتدريس على مستوى البحث الخارج، وساهم بصورة فاعلة، في المؤتمرات الفكرية، والندوات، واللقاءات العلمية، والثقافية، ولديه بحوث عديدة، تناولت التفسير، والتاريخ، والاقتصاد، والسياسة، والإجتماع، والفكر الإسلامي.

أما نشاطه السياسي، فقد أبدى السيد الشهيد إهتمامه المبكر، بشؤون المسلمين، وأوضاعهم ،وكان من أوائل المؤسسين، للحركة الإسلامية في العراق، وكرس وقته، وجهده في مرجعية والده السيد محسن الحكيم، وكان ممثلا لمرجعية والده، في المؤتمرات الإسلامية، والنشاطات الدينية والساسية.

كانت عودة السيد الحكيم إلى العراق، كأنه النهر الذي يمنح الحياة، لهذه الأرض التي أجدبت، بقحط العيش ،ودوام الألم، فأحاطته الجماهير بسيل من النفوس الطيبة، التي عاهدته بإلتزام طريقه، ونهجه الذي عهده على نفسه، بأن يديم الجهاد، ضد الفجور البعثي، والظلم الصدامي.

كان خطاب شهيد المحراب، يتسم بالوسطية، والإعتدال، لم ينادي بثأر، ولم يفتق جرحا، بالرغم مما يعتصر فؤاده، من ذكريات إخوانه، وآل بيته، الذين ذبحوا قرابين، مذبح الحرية لهذا الشعب.

في الختام لا تمثل تلك الكلمات البسيطة، بحق شهيدنا، إلا كقطرة في بحر، فهو "الإبن البار بالإسلام" هذا اللقب الذي أطلقه عليه الإمام الخميني وكفى بذلك فخرا وعزا في الدنيا والآخر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك