المقالات

عدنان وعبسي والسباق المحموم..!

2996 2019-03-12

احمد لعيبي

 

لعل الكثير منا تابع المسلسل الكارتوني الشهير عدنان ولينا في فترة الثمانينات من القرن الماضي وكنا متلهفين لنهاية العالم التي حددها مؤلف المسلسل التي كانت تحاكي قصة الارض بعد غرقها الى عام ٢٠٠٠باستشراق مستقبلي للاحداث ..

والحقيقة ان شخصية عدنان الاسطورة الذي يقف على جنح الطائرة بطرف اصبعه ويركض أسرع من القطار الصيني الجديد كانت شخصية احادية القطب في المسلسل وكلنا كنا نتابع عدنان ونتمنى ان نكون مثله ولكن سرعان ما ظهرت شخصية عبسي وهي شخصية محورية اخرى في المسلسل الكارتوني وعبسي لمن لا يعرفه هو شخصية ذكية قد تبدو بلهاء للوهلة الاولى يعتاش على الازمات ويقتنص الفرص لتحقيق ما يريده ..

عبسي الذي التقى بعدنان في ظروف غامضة من احداث المسلسل تشبه كثيرا قضايا بلدنا العزيز الغامضة التي لم نجد لها سرا وحلا بدءآ من جسر الائمة مرورا بالصقلاوية وسبايكر وسقوط الموصل .

في احداث المسلسل يظهر صراع خفي بين عبسي وعدنان يشبه الى حد كبير صراع بعض الكتل السياسية والاحزاب التي تنتمي لنفس اللون والعرق والطائفة وسرعان ما يتسابق هؤلاء بينهم اما لكسب الغنائم والاطاحة بالخصوم واما لمجرد ان يقلد احدهم الاخر بتظاهرة او فعالية او مهرجان او موقف والتسابق في خدمة القضايا التي تهم الناس شئ جميل ومقبول فيه الركض والتسابق ووارد فيه التعثر والكبوة التي تكون مغفورة في احيان كثيرة من اجل المصلحة العليا ..

ولكن ان يتسابق الاخرون مثل عدنان وعبسي من اجل ان يسبق احدهم الاخر لخداع الناس وتوهين البلد فهذا هو الخذلان بعينه تماما مثل خذلان عبسي لعدنان عندما سرق خنزيرا وشواه واكله لوحده..

وبالنتيجة هذا السباق يقود جمهور عبسي وعدنان الى التنابز والتخاصم وربما الى التقاتل فهناك من يقتنع بعبسي ويدافع عنه وهناك من يتمسك بعدنان ويدافع عنه وهناك من يسكت من اجل لينا ..!!

وقد تخرج الامور عن سيطرة مخرج المسلسل عندما يصل التراشق بين عبسي وعدنان الى حد الضيوف فجمهور عبسي يتهم جمهور عدنان بالتبعية اثناء الترحيب بضيوف عدنان وجمهور عدنان يتهم جمهور عبسي بالتبعيه وبالتالي فإن عدنان وعبسي سيجلسون في سفينة القبطان نامق مهما تراشق جمهورهم ومهما تلاطشت جيوشهم الالكترونية المدفوعة الثمن والمجانية ..!

وبالنتيجة اذا بقي عدنان وعبسي في سباق محموم فإنهم سيصدمون بالشجرة ولن ينجو منهم احد مثلما حدث في المسلسل عندما ركضا سوية واحدهما يصرخ بالاخر لا تقلدني ...!

صدقوني ايها الاحبة في ختام المسلسل سيعود عدنان وعبسي الى ارضهم وسيعود ضيوفهم الى بلدانهم فهل سنجد انفسنا في بلدنا ام نبحث عن سفينة للنجاة مثل سفينة القبطان نامق..!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك