عمار الجادر
في الجنوب الشرقي من العراق، ستجد على الخارطة محافظة تدعى ميسان، ومركزها العمارة! وللوهلة الاولى تضن انها فعلا زاهية العمران على اسمها، لكن في الحقيقة انها مزيفة.
دبي العراق كما اسماها الاعلام المزيف، ليست الا مدينة تملئها العشوائيات، والارصفة المتهالكة التي تتغير كل عام، لكي تكون رزقا للسراق على حساب جماليتها، لقد كانت العمارة اجمل عندما كانت بساتين الدفاس تشمخ بنخلها، واليوم اصبحت متربة مكسورة لان البساتين تحولت الى دور سكنية ودون تخطيط، شوارع العمارة مليئة بالمنهولات التي ليست على استقامة واحدة، لذا عليك ان تقود سيارتك بشكل متعرج لتحاشي الوقوع بأحداها.
ان مساحة ميسان كبيرة، وتربتها خصبة جدا بحيث انها اخضرت من المطر، لكن مساحتها تقسمت نصف كمكمن نفطي، وثلثي النصف الاخر عبارة عن ارض جرداء، وثلث النصف سكن لمليون وربع نسمة! اما امير دبي فتجده يخرج بعد الفيضان جراء الامطار ليلتقط صورة في اعماق المنهولة، بحثا عن صخرة عبعوب الشهيرة، او تجده زاهدا عابدا يلتحف سجادته ليأخذ قيلولة من ارهاق الكرسي المزعج.
لدينا اجمل الصور التي زينت الطرق، لكنها لدماء نزفتها ميسان مع ما تنزفه من بترول اسود، ولم يذكرها ذاكر، او ينصفها منصف، وستجد شناشيل من القصب قديمة، لا تفرح لانها مدارس ميسان في العصر الحديث، اما عن المجسرات فهذا شأن كبير، حيث تجد مجسر في مكان لم يكن في الحسبان، وقواطع التمدد غير موجودة لاضفاء المرح اثناء القيادة،
اما الانارة فمليارات لكنها للزينة فقط دون عمل.
هذه مدينة العمارة المنسية، التي تصدر حوالي 650 الف برميل يوميا، وتصدر مئات الشباب دفاعا عن وطن ليس لهم به شبرا، عمارة فقط في اسمها واهلها، وليس بها اي عمران.
https://telegram.me/buratha