المقالات

انه زمن القابضين على الجمر ..

1657 2019-03-21

علي الطويل


كثير من الممارسات الخاطئة التي دخلت مجتمعنا بعد سقوط النظام البائد ، بدات تترسخ كسلوك للعديد من طبقات المجتمع ، بل انها اصبحت مرضا اجتماعيا خطيرا يصعب التخلص منه ، لانها اخذت تتحول الى تقاليد وعندما تتحول الى تقاليد فالعلاج في هذه المرحلة لاينفع ، كالمرض العضوي عندما يستفحل عندها يكون البتر او الاستئصال هو العلاج ، فبعد سقوط النظام البائد زرع المسؤولون الفاسدون ممارسات بعيدة كل البعد عن قبم المجتمع العراقي ، الذي عرف عنه حبه للنظام واحترامه للقانون ، فهؤلاء من اجل استمرار مصالحهم كسروا التقاليد الحكومية وتجاوزوا القانون في بعض الاحيان ، من اجل كسب طبقات محددة انتخابيا ، الامر الذي بدا ياخذ ابعاد اخرى ويشجع على تجاوز القانون في موارد كثيرة ومتعددة ، فعندما يتجاوز شخص على اراض مملوكة للدولة ويعلم انه حين تأتي الانتخابات سيكون هناك تمليك لهذه الارض للمتجاوزين عليها ، فان ذلك ايذانا لتجاوز اخرى يحصل في مكان اخر وفي وقت اخر ، وعندما يترك الجندي بندقيته ويهرب من ارض المعركة وفي داخله يعلم انه سياتي عفو عن الهاربين والتاركين والمفسوخة عقودهم فانه ذلك تشجيع له على الاخلال بواجبه والاستهانه بكل قيم الجندية والضبط العسكري .
لقد فعل بعض المسؤولين السياسين كل مامن شانه الاضرار بهذا البلد وتخريب بنيانه الاجتماعي ، وتخريب التقاليد السياسية ، وخرقوا القانون في كثير من المواقع والمواضع لاجل مكاسب انتخابية انية او قصيرة ، فالحاكم عندما يكون ملتزما ومطبقا للقانون واكثر احتراما للتقاليد السياسية واكثر التزاما بالنظام العام ، فانه سيكون قدوة للناس او المحكومين ، والعكس صحيحا ايضا ، وان المسؤول عندما يقتطع الاقطاعات على المخالفين للنظام العام والمتجاوزين على والقانون ، انما اسس لخراب هذا البلد وساهم في بناء منظومة اخلاقية منافية للاعراف والقيم ، وساهم في بناء مشوه لتقاليد جديدة غريبة على هذا المجتمع، وعندما يحرم المجاهدون والمناضلون والمخلصون من الامتيازات والمكاسب ، لا لشيء سوى انهم ملتزمون دينيا واخلاقيا فان ذلك سيجعلهم في زاوية ضيقة ليصبحوا معزولين منبوذين في وجود هذا الكم الكبير من الفاسدين والمتطفلين ، ففي يومنا هذا نجد ان المخلصين والملتزمين قانونيا واخلاقيا هم الاكثر تضررا في هذا المجتمع ، والسبب ان الحكومات تكرم المتجاوز وتحرم الملتزم فاصبح كالقابض على الجمر .
ان مايحصل في العراق يحتاج الى ثورة اجتماعية سياسية دينية لتخليص هذا المجتمع مما زرع فيه من امراض، ولكل مسؤوليته من موقعه في العمل في هذا المسار ، وتصحيح السياسات الحكومية الخاطئة تاتي في المرتبة الاولى للعمل بهذا الاتجاه ، فاذا اردنا ان ناسس لحركة صحيحة ونافعة تنقذ المجتمع من هذه الانحدار ، فالحكومة والمسؤولين الحكوميين هم من ساهموا مساهمة فاعلة في التشجيع على التجاوزات ، لذلك يجب ان يكون الحراك الاول حكوميا ، وللمثقفين والاعلاميين والفنانين دور كبير ايضا في زرع الوعي القانوني ، وترسيخ الاعراف الصحيحة وقيم الالتزام بالنظام والقانون ، وياتي دور علماء الدين الملتزمين في مرتبة متقدمة ايضا للنهضة المطلوبة ، فقد ساهم الكثير من المحسوبين على علماء الدين التاسيس لاختراق النظام العام وخاصة في التجاوز على النظام العام ، لذلك فالدور للعلماء الملتزمين في التربية والتوعية الاجتماعية ، وهو واجب من الواجبات الدينية والوطنية في ان نسعى لتربية هذا المجتمع على الاتزام والانظباط وعدم تجاوز القانون

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك