المقالات

قصة العدالة في نظامنا القائم..!

1601 2019-03-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

ثمة نظرية ذات أساس إجتماعي، اطلقها في القرن السابع عشر، الفيلسوف الفرنسي بليز باسكال بقوله: "يجب ان نحرص على ان يكون ما هو عادل قوياً وما هو قوي عادلاً".

إرتباط تحقيق العدالة، بإمتلاك من يناط به ذلك مصادر القوة، أمر يتسق مع منطق الأشياء وصيرورتها، إذ لا يمكن تصور تحقيق العدالة، بالإيمان بها وحده، ولا بالتثقيف عليها، إذ من المؤكد بقاء زوايا في المجتمع، لا يمكن للإيمان الولوج اليها، مثلما لا يمكن للتثقيف التأثير بها، لأن العداء للعدالة مستحكم  فيها، الى درجة درجة اليأس!

باسكال نفسه، كان واضحاً في دعوته تلك، حينما أنتقل الى مرحلة أخرى من توصيف جدلية القوة والعدالة؛ بقوله"العدالة دون القوة عاجزة، والقوة دون العدالة مستبدة"، لقد كان النظام الصدامي قويا بلا شك، لكنه نحى العدالة من تطبيقاته، فكان نظاما مستبدا..

نظامنا السياسي الراهن، تكتنف تفكيره كثير من مجريات العدالة ودلالاتها، ولكنها عدالة أقرب ما تكون الى العجز منه الى تنفيذ مجريات العدالة، والسبب في ذلك ليس لعدم إمتلاكه القوة ومصادرها، فلديه منها شيء كثير، لكن لعدم إيمانه بالعدالة إيمانا تاما، فضلا عن عدم قدرته على توجيه مصادر قوته، بإتجاهات تحقيق العدالة!

بين أيدينا نماذج متعددة لعدم قدرة النظام القائم على تحقيق العدالة، برغم إمتلاكه القوة اللازمة لتنحقيقها، فكبار الفاسدين في المؤسسات الحكومية، يستطيعون الإفلات من قبضة العدالة، لأن إرادة تحقيق العدالة، ليست متوفرة لدى من أنيط بهم تحقيقها، وهكذا افلت السوداني وزير التجارة السابق ، والسامرائي وشلاش وزيري الكهرباء الأسبقين، وأفلت طارق الهاشمي، وأفلت اليوم وزير التجارة الحالي!

كما تهيء عدالتنا فرصا ممتازة؛ لإفلات عتاة الإرهابيين من يد العدالة، عبر بوابة تقديم ضمانات للمدانين، في نيل فرص لا تنتهي، لإعادة المحاكمة والطعن بالأحكام، وتاخير تنفيذها لأقل الأسباب ضرورة..وما مئات الإرهابيين الممسوكين بالجرم المشهود، والمصدقة إعترافاتهم قضائيا، وبكشف الدلالة وشهادة الشهود، إلا نماذج صارخة على عجز العدالة!

إن الأصل في فكرة تحقيق العدالة هو إنصاف الضحايا، لا تبرئة المجرمين، وهذا لا يتعارض قط مع ما يقال؛ بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، فالمسافة بين البراءة والإدانة هي الإتهام، ولو لم يكن المتهم موضع شبهة حقيقية، لموا وضع في دائرة الإتهام..

كلام قبل السلام: العدالة تقتضي توفر الإرادة والقوة بمن يطبقها، وعلى نظامنا السياسي القائم، السعي الحثيث لإمتلاكهما بإخلاص، وإلا سيصبح نظاما خادما للظلم..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك