علي الطويل
الدعوات التي اطلقتها المرجعية الدينية يوم امس ، والتي حثت فيها المسؤولين المباشرين وغير المباشرين عن غرق عبارة الموصل لم تلق اذان صاغية هناك ، فقد عبر محافظها عن رفضه لهذه الدعوات وبصورة غير دبلوماسية حتى وهذا الرفض انما يعبر عن تمسك المسؤول بمنصبه رغم فشله ، ان ماحدث في الموصل يعبر بشكل جلي عما يتعرض له العراق من هجمة شرسة من قبل الفاسدين تتجلى في صور متعددة ، ولعل اوضحها قضية العبارة ، حيث ازهقت ارواح الناس ،_( وقتل ) واقولها بملئ فمي (قتل)_ الاطفال والنساء والابرياء وراحوا ثمنا لجشع الفاسدين ، الذين اصبحوا لا يتوانون عن ذلك لاجل استمرار مكاسبهم ، اما الرفض لدعوة المرجعية الدينية من قبل محافظ الموصل وبصورة غير لائقة على هذه الدعوات ، انما يعبر عن الاستهتار والاصرار على النهج الخاطئ الذي يسلكه ، رغم الضيق والالم والحرمان للذي يعاني منه الموصليون ، اما محاولات البعض التلاعب بالالفاظ وتحميل جهات ليس لها علاقة بموضوع العبارة ولا الامور الادارية في المحافظة، الا التفاف على الحقيقة وتحويل الانتباه عن السبب الحقيقي لما جرى ،
ان الخطوة الجريئة والعاجلة الني اتخذها الاخ رئيس الوزراء في زيارته لمكان الحدث في وقته ، واقالة محافظ الموصل ، ماهي الا بشارات خير ترجع الامل في نفوس العراقيين الذين وصل بهم الاحباط مرحلة جعلتهم يياسون من الحلول والاصلاحات التي تأملوها على مدى 15 عاما من الفوضى والفساد ، وقد اقض هذا القرار مضاجع الفاسدين في المحافظات الاخرى ايضا ، لقد اضرت عملية الفساد اضرارا بالغا بالعراق كدولة ، وافقرت شعب العراق بكل مالهذه الكلمة من معنى ، فجيوش العاطلين ، وبيوت الفقر والبائسين الذين يسكنونها ، والاعمال المذلة التي يعمل بها الخريجون ، كلها بسبب هؤلاء الذين خربوا اليلاد واضروا بالعباد ،
اننا نامل بشكل كبير بان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة ، في موضوع العبارة (عبارة القتل ) ان تكون فاتحة خير وخطوة اولى في طريق مكافحة الفساد ، خاصة وان المرجعية الدينية قد نادت بضرورة العمل بجدية في هذا المجال واكدت على ان نرى نتائج لهذا العمل ، فالمطلوب من السيد رئيس الوزراء ان لاتكون هذه اخر صفعة للفاسدين ، بل يجب الاستمرار وتوسيع دائرة المحاسبة لتشمل جميع المحافظات ، وتفتح جميع الملفات الماضية والضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين .
https://telegram.me/buratha