المقالات

من يلبس ثوب العار في فاجعة الموصل؟!

2105 2019-03-23

عمار الجادر


لم تكن في النية ان تكون لي وقفة على حادثة الموصل، لان الحقيقة ان ناقة صالح لم يعقرها الا شقي، الذي نشأ في بيئة الشقاء، فدمدمت عليهم السماء بذنبهم، وهذا ما جنته وستجنيه نفوسهم المريضة بما كسبت ايديهم.
اللوم والعتاب مطلوب، ومعرفة التقصير ودرء الخطر ايضا مطلوب، وبين هذه وتلك على الكاتب ان يضع القراء في وضوح المشهد، وكما هو المعتاد فأن للعزف على اوتار التجارة السياسية والطائفية مشهد حاضر بديهيا، والبديهي ايضا ان احد الاعلامين منتصر دائما، لانه كاذب بامتياز ودون مروءة ولا حياء، وهناك سذج بالفطرة اصبحوا اليوم من نقاد ومحللي الصدفة، وفي ضوضاء نعيقهم تضيع الحقيقة الدامغة.
للوهلة الاولى لم اصدق الخبر، وكنت اضن ان تايتل الاخبار اخطأ بذكر المحافظة، حيث لا يصدق العقل ان الموصل التي لم يكتمل عامها الثالث من التحرير تتنزه وتذهب للسياحة! وفي الامس القريب فتحت مقبرة جماعية لخمسين فتاة ايزدية من فتيات الموصل! وهذا يعني شيئين: الاول ان الفصائل المسلحة التي رمى الاعلام بسهام الحقد عليها، هي من مزقت ستائر الظلام في المحافظة، وجلبت النور لابناء المحافظة، والثاني ان مشكلة هذه المحافظة تكمن بأبنائها الذين لازالوا يكيدون ويحقدون، وينتخبون من على شاكلتهم ليدير امورهم.
قد يكون الكلام لاذع بعض الشيء، لكن الحقيقة رأيت عبد المهدي الشيعي يلطم على رأسه على الاطفال، وبالتأكيد هو متعاطف مع الارواح البريئة فقط، وخلفه مباشرة محافظ الموصل والابتسامة شقت فمه، وكأنه يشاهد لوحة مضحكة من الضحايا! و بعدها يخرج بتصريح هزلي وواقعي بنفس الوقت، وهو ان لا مرجعية لابناء الموصل، وقد تكلم بالصدق لانه لو كان لهم دين يدينون به، لما ولوا الاشقياء المتسببين بذبحهم واستباحة عرضهم.
ان من يلبس ثوب العار في فاجعة الموصل، هم انفسهم اهل الموصل، الذين جاءوا بحكومة محلية من خلال بغض طائفي، فمن البديهي جدا ان من تدوعشوا وقبلوا الايادي القذرة، هم انفسم اليوم اعضاء في مجلس المحافظة، ومحافظهم الذي لا داعي لشرح نفسيته المعتادة على الموت، من خلال فرحته بقتلى بني جلدته، والشيء البديهي ايضا ان من يدير سياحتهم من نفس صنفهم، يبيع رقاب اهله من اجل استحصال الثروة.
ثوب العار فصل تماما على مفاصل المسؤولية، من مجلس محلي وشرطة محلية، وان ليس لها الا ان توكل الى من ضحوا بدمائهم لاجل ارضها وعرضها، وليس لعاد الا دمدمة بيد من حديد، تنصر المظلوم وتجتث الظالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك