عمار الجادر
لم تكن في النية ان تكون لي وقفة على حادثة الموصل، لان الحقيقة ان ناقة صالح لم يعقرها الا شقي، الذي نشأ في بيئة الشقاء، فدمدمت عليهم السماء بذنبهم، وهذا ما جنته وستجنيه نفوسهم المريضة بما كسبت ايديهم.
اللوم والعتاب مطلوب، ومعرفة التقصير ودرء الخطر ايضا مطلوب، وبين هذه وتلك على الكاتب ان يضع القراء في وضوح المشهد، وكما هو المعتاد فأن للعزف على اوتار التجارة السياسية والطائفية مشهد حاضر بديهيا، والبديهي ايضا ان احد الاعلامين منتصر دائما، لانه كاذب بامتياز ودون مروءة ولا حياء، وهناك سذج بالفطرة اصبحوا اليوم من نقاد ومحللي الصدفة، وفي ضوضاء نعيقهم تضيع الحقيقة الدامغة.
للوهلة الاولى لم اصدق الخبر، وكنت اضن ان تايتل الاخبار اخطأ بذكر المحافظة، حيث لا يصدق العقل ان الموصل التي لم يكتمل عامها الثالث من التحرير تتنزه وتذهب للسياحة! وفي الامس القريب فتحت مقبرة جماعية لخمسين فتاة ايزدية من فتيات الموصل! وهذا يعني شيئين: الاول ان الفصائل المسلحة التي رمى الاعلام بسهام الحقد عليها، هي من مزقت ستائر الظلام في المحافظة، وجلبت النور لابناء المحافظة، والثاني ان مشكلة هذه المحافظة تكمن بأبنائها الذين لازالوا يكيدون ويحقدون، وينتخبون من على شاكلتهم ليدير امورهم.
قد يكون الكلام لاذع بعض الشيء، لكن الحقيقة رأيت عبد المهدي الشيعي يلطم على رأسه على الاطفال، وبالتأكيد هو متعاطف مع الارواح البريئة فقط، وخلفه مباشرة محافظ الموصل والابتسامة شقت فمه، وكأنه يشاهد لوحة مضحكة من الضحايا! و بعدها يخرج بتصريح هزلي وواقعي بنفس الوقت، وهو ان لا مرجعية لابناء الموصل، وقد تكلم بالصدق لانه لو كان لهم دين يدينون به، لما ولوا الاشقياء المتسببين بذبحهم واستباحة عرضهم.
ان من يلبس ثوب العار في فاجعة الموصل، هم انفسهم اهل الموصل، الذين جاءوا بحكومة محلية من خلال بغض طائفي، فمن البديهي جدا ان من تدوعشوا وقبلوا الايادي القذرة، هم انفسم اليوم اعضاء في مجلس المحافظة، ومحافظهم الذي لا داعي لشرح نفسيته المعتادة على الموت، من خلال فرحته بقتلى بني جلدته، والشيء البديهي ايضا ان من يدير سياحتهم من نفس صنفهم، يبيع رقاب اهله من اجل استحصال الثروة.
ثوب العار فصل تماما على مفاصل المسؤولية، من مجلس محلي وشرطة محلية، وان ليس لها الا ان توكل الى من ضحوا بدمائهم لاجل ارضها وعرضها، وليس لعاد الا دمدمة بيد من حديد، تنصر المظلوم وتجتث الظالم.
https://telegram.me/buratha