سجاد العسكري
تعد المرجعية الدينية منصب ديني يرجع اليه عموم الناس في احكامهم الشرعية او الحوادث التي تستجد لتطور الحياة , وينتشراتباعها ومقلدوها في بقاع العالم , اما فيمن يتصدى لها فلابد ان تنطبق عليه شروط ما , اهمها الاعلمية والتقوى, وابرز ماتتميز به المرجعية الدينية هو العمق العلمي والحكمة والزهد عن ملاذ ومغريات الحياة الفانية ,ولعل هذا ماجعل المجتمع ان يرتبط بها ارتباطا قويا , ويطيع مايصدر منها ,وطالما ذابت في تكريس التعايش بين المكونات ,وحفظ الدماء , ودورها في الاصلاح واحترام القانون .
وهذا ماعمل عليه الائمة عليهم السلام من تحصين الامة ضد الانهيار , بعد سقوط التجربة الاسلامية في حينها , التي ازاحة استمرارية التجربة المختارة والقائدة والرائدة والقادرة على مجاراة الاحداث والتحديات التي تواجه التجربة الاسلامية الجديدة , والتي تعرضت عناصرها الثلاثة (الامة والمجتمع والدولة ) الى صراعات فيما بينها ادى الى تقسيمها في النهاية الى دول , وقد حاول الامام علي عليه السلام اعطائها المقومات والقدرالكافي لكي تبقى بقدم راسخة وايمان ثابت بعد محنة التخلي عن القيادة الحقيقية.
فاول ما بدء في تغيير النهج الاسلامي هو زوال الدولة الشرعية الحقيقية , لتتخذ نظام يحدده الحاكم ويكون ملزما لمن يأتي بعده كما حدث , اما مايخص المجتمع الاسلامي هو الاخر تأثر لأن الطبقة الحاكمة هي من تصنع المجتمع الصالح والمصلح في ذات الوقت وهي من تحدد الاولويات والضروريات وبناء نظام اقتصادي مستقل لايتأثر بمتغيرات المحيطة به , اما مايخص الامة فهي ابطاء العناصر الثلاثة تصدعا وزوالا بسبب الروابط والجوامع المشتركة فيمابينهم كاللغة والدين والتاريخ , وفيما بينهم المصالح المشتركة والتي تجمع شملهم وهي من الامور المعنوية العابرة للزمان والمكان , ولها قدسية في نفوس ابنائها , وفي الوقت الحالي والظروف المحيطة تحاول مختلف الاطراف المعادية للامة الاسلامية الى تفتيتها وانصهارها بمسميات حدوثية وشعارات براقة للغزو الثقافي .
استطاع الامام علي عليه السلام ان يدافع ويحمي التجربة واستقامتها وصلابتها ,فكان عمله بروح الرسالة ,والاهداف العظيمة بعيدا عن روح المصلحة الشخصية , وهذا ما عملت عليه المرجعية الدينية ان تسير وفق بناء المجتمع وحفظ الامة وابراز قيادة الاسلام للمجتمع الاسلامي ويكون نموذجا لباقي المجتمعات , وابعاد الامة الاسلامية عن مرحلة التعطيل والتنازل وهي بداية لتعطيل الاحكام التي انزلها الله ,وبالتالي مرحلة متطورة من التنازل عن العقيدة والاداب والاخلاق...والذي يقود الى تمزيق الامة وزوالها .
فكان دور المرجعية الدينية وفي احلك الظروف التي مرت بها كانت تنشغل بتطبيق الاسلام وحمايته ممايهدده من اخطار وانحراف, واخذت على عاتقها تحمل المسؤولية , فكان دورها يتنوع ويتعدد فمنه :
اولا: التدخل الايجابي الموجه لتقليل ومقاومة الانحرافات .
ثانيا:المعارضة والتهديد والاعراض عن الحكام ومنعهم من المزيد من التجاوزات واشعارهم بان الوضع منحرف عما يدعون اليه .
ثالثا: الحث على التعايش السلمي وحفظ الدماء بين جميع المكونات في المجتمع واظهار الاسلام بشكل عملي لا نظري فقط.
والادوار هي كثيرة ؛ولكن اقتصرنا ماينفع موضوعنا وواقعنا ,فدور المرجعية الدينية تقوية الروابط والمشتركات عبر التقارب والحوار ,فموقفها نابع من حرصها الشديد على تطبيق واحلال السلم والعدالة الاجتماعية لكافة المكونات , والغاء الامتيازات لفئة ما على حساب اخرى , واحترام القوانين التي تمنع الفوضى .
فكما انتصر الامام علي عليه السلام في مواجهة الانحرافات, كذلك المرجعية الدينية انتصرت بعملها الذي تاطر بأطار رسالي وطابع عقائدي وهي نفسها خطى الامام ع.
https://telegram.me/buratha