المقالات

شعلة البعث صباحي..وجبين الشمس ساحي..!

2326 2019-04-03

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

تختار الشعوب خيرة أبنائها لحل معاضلها، فللحروب تختار أشدهم بأسا وشجاعة، وللعمل تختار أقواهم عزيمة، وللفن والمعمار تختار أحسنهم ذوقا، وللتشريع تختار أكثرهم حكمة، فهل فعلنا هذا لمواجهة معاضلنا التي صنعنا معظمها بأيادينا؟!..

قطعا لا؛ والدليل أن من أوكلنا لهم المحافظة على حقوقنا، وعدم التفريط بها إزاء من أغتصبوا كلها، ها هم يتحالفون مع الغاصبين الأزليين، الذين كانوا يريدوننا أن نبايع طاغيتهم صدام؛ على أننا خول، كما فعلوها قبل أربعة عشر قرنا؛ عندما انتزعوا البيعة للطاغية الفاسق يزيد..

لقد تسامحت دولتنا بديقراطيتها الكرتونية، مع البعثيين الى حد الإسفاف، وتحولت جرائم البعث بحقنا؛ الى مسالة حساب شخصي، مع أن الأمر والواقع ليس هكذا، فعندما يخوض جيشا ما حربا ضد بلد آخر، لا يبحث عن الجندي الذي أطلق رصاصة؛ فقتلت شخصا ما، فالجيش يعد كله من أطلق تلك الرصاصة فقتلت ذلك الشخص، وكذا الأمر مع البعثيين، فلا يصح تصنيفهم أو تمييزهم فكريا على الأقل، فكلهم معتنقي فكر الشمول والقهر والظلم، والدرجات بالتنفيذ أو بما أتيح للبعثي أن ينفذ من جرائم، وإلا فكلهم مجرمون.

أكذوبة عدم تلطيخ أيديهم بدماء العراقيين، اكذوبة لن تنطلي على أحد، فكلهم شركاء متضامنون وأعضاء في منظمة واحدة، مؤمنون بأهداف أقسموا عليها بأيمان معتبرة لديهم، ومع كل هذا لم ينفذ من قانون المساءلة والعدالة حرف واحد، بل بالعكس جمد تماما.

لقد أعيد آلاف من الضباط البعثييين؛ من الذين كانوا منخرطين في قمع شعبنا، من تشكيلات فدائيي صدام، وأجهزة الأمن القومي والمخابرات، وضباط الأمن والحرس الخاص والحرس الجمهوري، الى مراكز أكثر أهمية مما كانوا يشغلونها إبان (زمنهم)الأغبر.

ها هي مئات المواقع القيادية الحساسة في الدولة، الممنوعون عنها بموجب الدستور النافذ، الذي أنقعه مجلس نوابنا وشرب ماءه، قد شغلوا ها بأستثناءات وحتى بدون أستثناءات، وبعضهم مستشارون في مجلس الوزراء ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية، بل من بينهم عدد من الوزراء والوزيرات!

هم اليوم في الطريق لأنشاء ـ أو أنشأوا ـ قوة عسكرية بدعم سعودي، ومواربة من قبل تيارات سياسية شيعية، تعج تنظيماتها بالبعثيين، لتكون هذه القوة أداة لتنفيذ مخططهم بالأستيلاء على السلطة، وسيكون الإستيلاء بلا ضجيج؛ وبمباركة مكشوفة من الأمريكان الذين  بيدهم الصولجان.

في المرة السابقة، حينما كانت قواتنا المسلحة؛ تخوض معارك التحرير ضد الدواعش الأشرار، كانوا يقودون المظاهرات التي اقتحمت المنطقة الخضراء ليحتلوا البرلمان..في هذه المرة ليسوا بحاجة لذلك، فهم موجودين في البرلمان رسميا كنواب منتخبين، وعلى مقربة من مجلس النواب هم أيضا في وزارة الخارجية، التي تعج بهم بمباركة معالي الوزير "السيد".!

كلام قبل السلام: أذا بقيت أبوابنا مفتحة للبعثيين بهذا الشكل الأستخذائي، سنستمع في وقت ليس ببعيد، من إذاعة بغداد وتلفزيون العراقية، نشيد البعث؛ شعلة البعث صباحي..وجبين الشمس ساحي..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك