عمار الجادر
وسط معترك الثقافات، لم تقف عباقرة الحوزة العلمية، موقف المتفرج من موج الحرب الناعمة التي اصبحت بديلا من الاستعمار العسكري، خطة بديلة ترمي لاستعمار الشعوب عن طريق الهيمنة على الافكار، فكان التصدي حاسم من قبل قادة الشيعة في العراق.
لم يكن علماء الشيعة في سبات كما كان غيرهم من من ادعوا العلوم الاسلامية، ادركوا ان الهجمة شرسة، فتقاسموا الادوار.
كانت مدرسة السيد الخوئي ( قدس سره)، تضم عباقرة القيادة الثورية والفكرية، وكان السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره)، احد تلك القيادات التي اختارت التصدي المبكر للفكر القومي الذي شرع به المجرم احمد حسن البكر، واكمل عليه المجرم صدام، فكان يعلم ان الفكر لن يؤثر على الجل المعاصر لهذه الحقبة، بل عليه العمل على الجيل الشبابي، فبدأت النهضة الفكرية تنشر في الثانويات والجامعات.
الشهيد الصدر كان يعلم ان القوى القمعية البعثية، لن تترك ثورته ان تواصل مسيرتها مع ثورة الجمهورية الاسلامية، لوجود فروقات واضحة في الثقافة بين الشعبين، لذا كان يؤكد على ترك بصمة فكرية، كما كان يعتمد على النساء بالاستعانة بأخته العلوية بنت الهدى للتثقيف النسوي، فكان جل تركيزه على الشباب من كلا الجنسين، وبهذا كانت مسيرة فلسفتنا، في صدر الهجوم الفكري المقيت على شبابنا.
فلسفتنا كانت عصى موسى، التي ابتلعت ما ينفكون، حيث قاتلت سحر الافكار الشيوعية التي مزقت فكر الشباب انذاك، والفكر القومي العفلقي، فكان الشباب يجدون ضالتهم من تسائلات وهمية زرعتها بهم تلك الافكار، فاصبح الشباب على وعي تام بفلسفة الاسلام، التي هي من انضج الفلسفات العقلية، فاصبح النقاش الفكري يكون بديلا لاستراحة الشباب بعد المحاضرات، وفي المقاهي والجلسات الفكرية.
بفلسفتنا اثقل لشهيد الصدر وزن صخرة سيزيف المجنون، حيث لم يستطع ابدا بلوغ جبل الحقيقة التي اتى بها الفكر الاسلام، فكسرت ظهره وعرت فكره، لذا كان محمد باقر الصدر اقرب الى مشنقة البعث الفاسدة.
https://telegram.me/buratha