علي الطويل
على نفس طريقة تفكير الطغات الاولين والاخرين ، فان قائد الجهلة والمنافقين صدام الملعون عندما رام قتل الشهيد محمد باقر الصدر ، فانه ضن ان بموته سوف يموت الصدر وفكره وعقيدته ونهجه وسلوكه ، وكعادة الطغات في كل زمان ومكان لايفكرون ابعد من مصالحهم الضيقة وفكرهم المادي المحدود الذي يتعلق بالجسد وملاذته الدنيوية ، وبالعكس من ذلك فان الشهيد الصدر تلقى خبر الموت بكل فرح واستبشار لان ذلك جل مايبتغيه المصلحون المرتبطون بالله ، الذين يجعلون هدفهم وسعيهم في هذه الحياة هو ان يؤدون الرسالة المكلفون بها ويذهبون الى ربهم مطمئنين ضمنوا بنهايتهم الدارين . فقد كان الشهيد الصدر معطاء ثرا في سبيل الله سخر كل وجوده لاجل طاعة الله وخدمة الدين ، وحتى عند موتهم الذي استبشر به فانه كان يعطي درسا تعلمه من امام المجاهدين وسيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ، فها هو يودع ابنته بكلمات وحدها درسا في العبادة وشعارا لمن يسلك طريق التقوى والجهاد في سبيل الله ، اذل لم تحتمل ابنته الوداع فاحتضنها بكلمات فيها درس بليغ ( ان كل انسان يموت وللموت اسباب عدة ، فيمكن ان يموت الانسان بسبب مرض او ....ولكن الموت في سبيل الله افضل واشرف ، ولو انني لم اقتل بيد صدام وجماعته فقد اموت بمرض .. ان اصحاب عيسى نشروا بالمناشير وعلقوا بالمسامير على الصلبان وثبتوا من اجل طاعة الله ) .هكذا يقدم لنا الشهيد الصدر نموذجا فريدا للقتيل الثائر الذي يختار طريقة موته ولم تزحزح عن مبادئه ،
لقد اذل الشهيد الصدر راس النظام وزبانيته الذين اوهموا انفسهم بانه تخلصوا منه ، وانما تخلصوا منه جسدا ولكن الشهيد الصدر لازال حيا بفكره وعطائه ونموذجه الفريد الذي اضحى مدرسة كبرى تتعلم منها الاجيال تلو الاجيال كيف ان التقوى والسير في طريق الله تصنع الامم المتقدمة ، وكيف يتجسد ذلك في امة متقدمة فيها مجتمع متحضر وعيش كريم لافرادها وساسة يحكمون بالعدل والسوية ، وكل ذلك من نتاج السنن الكونية التي تشير ان التقوى والتمسك بالله هو مفتاح النجاح وانه السعادة في الدنيا والاخرى ، فهذه هي مدرسة الشهيد الصدر التي تدلنا على ذلك فاين صدام وان نظامه وحزبه واين زبانيته والمطبلون له ، فقد لفظهم التاريخ الذي لايرحم الجهلة ولكنه يرفع العلماء من ذوي العطاء والفكر الخلاق، فهذا اسس مدرسة الطغيان والظلم التي تعلمها من طغات العصور فسار بنهجهم فاذل ، وهذا اسس مدرسة العقل و الفكر والتقوى والاخلاق الفاضلة التي تعلمها ائمة الهدى وسار بنهجهم فاعزه الله ، فهذا لاقبر له وهذا شامخ يتوافد عليه المحبون من كل صوب ،
ان للشهيد الصدر دين على تابع لاهل البيت في زماننا الحاضر فقد ترك لنا تراثا غنيا وسلوكا واضحا يرشدنا الى طريق الخلاص ويدلنا على مافيه خير العباد علينا ان نرد هذا الدين بالتمسك بالخط الواضح الجلي والطريق المستقيم الذي لايظل سالكه والسائر فيه ، وعلى كل اتباع مدرسته والمدعين باتباعه ان يراجعوا المسير وان يتوقفوا للالتفات لما مضى ومراجعة الذات وليسالوا انفهسم سؤال واحدة واليجيبوا انفسهم بعده والسؤال هو هل لازلنا نسير على نهج الشهيد الصدر؟
https://telegram.me/buratha