المقالات

حينما يجري البعث في عروق أحدهم..!

1641 2019-04-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لم  يخف السياسي السُني صالح المطلك طائفيته يوما، مثلما لم يستطع نزع جلد البعث، الذي أرتداه في زمن نظام البعث الصدامي وما يزال، فمع أنه دخل العملية السياسية التي تشترط بمن يشارك بها، أن يتخلى عن فكر البعث وعقيدته، وأن يؤمن إيمانا مبرما؛ بالدستور الذي يتحدث عن عراق جديد، يقوم على التعددية وأحترام رغبات المكونات وعقائدها ومتبنياتها، إلا أن الرجل دأب على قيادة مركبته عكس السير، مخالفا عن قصد وعمد تطلعات شعبنا، وما جاء به الدستور!

المطلك مستحضرا تاريخه في خدمة البعث، وفي السادس من نيسان الجاري، وعلى ما يبدو كوسيلة للإحتفال بذكرى تأسيس حزب البعث، كان قد صرح؛ إن الحشد الشعبي بات ’’غير مرغوب به’’ بعد انتهاء وجود تنظيم داعش في العراق، مشيرا الى أن من ذهب الى تحالف البناء من القوى السنية، وجد أن التعايش مع "الميليشيات" أفضل من مواجهتها!

تصريحات المطلك ليست الأولى؛ ومن المؤكد أنها لن تكون الأخيرة، مادام لم يواجه بحزم يردعه؛ عن سياسات هدم الوحدة الوطنية، التي يشكل الحشد الشعبي، أحد دعائمها الرئيسية، فالحشد الشعبي مؤسسة عسكرية وطنية، شأنها شأن باقي صنوف ومسميات القوات المسلحة، والنيل من الحشد أو المساس بوضعه، يعد تعديا على الدستور والقانون، وإنتهاك لقدسية القوات المسلحة برمتها، والتصرفات سواء كانت بالأقوال أو بالأفعال ضد القوات المسلحة، تعد خيانة عظمى عرفا وقانونا، يتعين أن تواجه بما يقتضيه الموقف من حزم.

قلنا أن تصريحات المطلك المضادة للحشد؛ ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد صرح في مقابلة متلفزة، بتاريخ  14/8/2018، أن أحد مطالب السنة الموجهة للحكومة، هي "سحب الحشد الشعبي من المناطق التي يتواجد فيها بالمحافظات السنية"، متابعاً: "نتمنى أن يُسحب الحشد الشعبي من كل مناطق العراق، لكن بقاء الحشد الشعبي في هذه المناطق،  سيؤدي إلى عدم استقرار، ربما يجر البلد إلى داعش من نوع ثان، وهذا الأمر خطر ليس على السنة فقط، بل على العراقيين كلهم".

المطلك المتهم بسرقة مليارات الدولارات من الأموال المخصصة للنازحين، عندما كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء، يتاسى أو يغمض عينيه؛ عن حقيقة أن الحشد الشعبي، كان رأس الرمح في عملية تحرير ما أسماه بالمناطق السنية، التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن مهد له ذلك ساسة السنة، وفي مقدمتهم المطلك نفسه، بسياساتهم الهدامة للوحدة الوطنية.

المطلك كان هذه المرة واضح جدا، فقد ختم تصريحه الذي طالب فيه بحل الحشد الشعبي، بكشف نواياه من هذا المطلب حينما قال؛ المطلك ان "السياسيين السنة سيتعاملون مع الامريكان؛ لحفظ الامن في مناطقهم وحفظ الاستقرار فيها، لتخليصهم من ممارسات الحشد الشعبي في مناطقهم"، معتبرا ان "وجود الامريكان اهون من وجود "مليشيات طائفية" منتشرة بكل المناطق المحررة".

كلام قبل السلام: هذا الوضوح يكشف عن إنغماس الرجل ومعه رعيله الخياني، بمخطط أمريكي مكشوف لإعادة إحتلال العراق مجددا، وهذه المرة ليس بدعوى "تحرير" العراق؛ من نظام ديكتاتوري كنظام صدام، بل لـ"تحرير" السنة من إخوانهم، الذين أراقوا دمائهم سخية من أجل تحرير مناطقهم، من تنظيم داعش الإرهابي الذي أعترف الأمريكان أنفسهم أنهم هم الذين صنعوه!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك