المقالات

الشعب يستمد من السيد باقر الصدر قوته! 


قيس النجم


هناك مشاريع ولدت من بين أعواد المشانق شعلتها لا تنطفئ أبداً، كانت جسراً يلتقي عليه الشهداء الإحياء، وهم عنوان البطولة والتضحية، حين نذروا أنفسهم للمقاومة ضد القمع والظلم والإستبداد، وبما أن الناس في الدنيا بالأحوال وفي الآخرة بالأعمال، فقد جُبِلَ فتية آمنوا بربهم أقدامهم متعبة وضمائرهم مستريحة، لأنهم حملوا مشروع الحرية بقلوبهم أما الشهادة أو النصر.
القيادة كفاءة وشجاعة ورجال صالحون، وليست جاهاً أو سلطة أو نفوذاً، والأوائل الثلاث متوفرة في رجالات إنتصروا للوطن والمواطن ضد الطاغية، إثر تلبيتهم لنداء السيد محمد باقر الصدر (قدس)، وإستشعاراً منهم بحق العراقيين في الكرامة والحرية، فأمسوا نعم الأصحاب والأتباع.
التحولات السياسية الخطيرة التي طرأت على الساحة العراقية، بعد إعدام السيد محمد باقر الصدر(رض)، أنبأت عن تحديات أخطر وأكبر، بسبب خلو الساحة من فرسانها، خاصة وأن الحرب والحصار، أذهب بالعراق نحو الأسفل، وبات الخوف يعصف بالكثيرين، وسط عواصف ودموع المهجرين، والمقابر الجماعية والمفقودين، مما جعل قلة من رجال الصدر ان يكملوا مسيرتهم الجهادية بكل شموخ، نحو اكمال مشروع الحق والحرية الذي تبناه السيد محمد باقر الصدر(رض).
الإبداع في المقاومة والجهاد، وبظل أوضاع الفوضى، والخوف، والجوع أمر يتطلب الحذر والفطنة، ففي العراق كانت هناك قضايا كبيرة تلسع أهلها الأبرياء بقوة، وهي تتوهج تحت الأرض، وجاء اليوم لتعلن سقوط الصنم ونهاية الدكتاتورية، حيث كان نهارنا إرهاب ومساؤنا قمع، ولكن أصرانا وايماناً بأن الحق طريق موحش، وقليل هم سالكيه كما قال أمير المتقين، فكان صبر الشعب يستمد من صبر السيد محمد باقر الصدر قوته.
إنتهاكات كثيرة حصلت بحق العلماء الأجلاء من طغاة السلطة، لطمس معالم هوية المرجعية الدينية، وفصل الدين عن السياسة، وعزل الشعب العراقي عن القرار السياسي، وعدم المطالبة بحرياته وحقوقه، وبادروا في زراعة ثقافة الإرهاب والدم، ومحاربة الوجود الإسلامي، ليحوله لمجرد تراث يحظى بالتقدير والتقديس فقط، لكن مشروع السيد الصدر ظل شعلة منيرة يحملها القليلون من أتباعه الاوفياء، فحطموا فكرة المؤامرة من خلال رجال وقادة من طراز لا يتكرر، مثل شهيد المحراب باقر الحكيم (رض).
ختاماً: لم يكن الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) يبحث عن جاه أو منصب، بل كان يحمل رسالة أمدادا لرسالة الامام الحسين عليه السلام، كي تعلمنا أن الإنسان يمكنه تغيير حياته، إذا ما إنتصر على ملذاته، وجعل محور قضيته الكبرى إصلاح النفس والمجتمع، فواحة الحرية مملوءة بطاقات كبيرة، ورجال لم يغيروا نهجهم حتى ينالوا الشهادة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك