قيس النجم
(ليس منقبة أن يكون الإنسان متحجراً على كلامه)، ولكن شرطي العالم كما يدعي نفسه (ترامب وودولته الإستكبارية) يعتقد أنه مختار الأرض ومنقذها، لذلك يقرر ما يريد، ويعزُّ مَنْ يريد، ويذلُّ مَنْ يريد، فإستيقظ ذات صباح ليصرح للعالم، أنه وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمته الهزيلة (القائمة السوداء)، ورغم التنديد الدولي الخجول بذلك، إلا أنه ما زال يتحجر على ذلك التصرف الأحمق، الذي طالما يفعله بحق مَنْ يهزمونه ويتحدونه، ألا سوّد التأريخ وجهك أنتَ ومَنْ على شاكتك من عرب الجنسية.
المتابعون يدركون حجم الإهتمام الإعلامي العراقي، والعربي، والدولي، بزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني مطلع الشهر الماضي، وما رافقه من وفد رفيع المستوى، ومقدار التبادل والتعاون المتزايد يوماً بعد آخر بين العراق والجمهورية الإسلامية في إيران، وليس هناك وجه للمقارنة بين زيارة الأول، وبين الزيارة المهزلة للرئيس الامريكي دونالد في الخفية، وما أعقبته من إستهجان وتنديد، ورفض شعبي وبرلماني للزيارة المظلمة فشتان ما بين الزيارتين!
رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي، توجه مباشرة للجمهورية الإسلامية في إيران، وقام بتوقيع جملة من الإتفاقيات والمشاريع الحيوية، إلا أننا كنا نتوقع موقفاً حقيقياً لصالح الحق، فما الذي فعلته لنا أمريكا مقارنة بما قدمته الجمهورية الإسلامية، أثناء حربنا مع الإرهاب؟ ثم هل سمعنا في يوم ما، أن أحد ضباط الحرس أو جنوده قام بتفجير ما إغتال احد ما؟
السبب الحقيقي للعمل الأحمق، بضم الحرس الثوري الإيراني لقائمة المنظمات الإرهابية، ما هو إلا واحدة من هزائم أمريكا بحق مَنْ علم العالم بأكمله، أنهم يناصرون القضايا العادلة، ومنها قضية الجولان، وقضية البحرين، والموقف المساند لحرب العراق ضد الارهاب الداعشي، والوقوف بوجه الحركات المتطرفة، إنها مواجهة خبيثة لم تجد فيها أمريكا ما يشفي غليلها، بعد أن فرضت عقوبات إقتصادية على إيران، ولم تجدِ نفعاً أيضاً وهذا يحرج أمريكا أمام حلفائها!
الموقف العراقي جاء خجولاً، للرد على قرار وضع الحرس الثوري على لائحة الارهاب، وهو ليس جديداً، فمن قبل وضع حزب الله، والحشد العراقي، وجماعة انصار الله الحوثية، وغيرهم، لكننا لم نسمع أنه وصف حكومة بورما ورئيستها التي تفتك بالمسلمين إرهابية، أو وضع حكومة نتينياهو الصهيونية ضمن لائحتها السوداء، أليست هي الدولة الإستعمارية التي تكيل بمكالين وبإمتياز؟!
ختاماً: كلنا يتذكر ما فعلته الجمهورية الإسلامية في إيران، وحرسها الثوري في تقديمه الخدمات الإستشارية، والعسكرية، واللوجستية للقوات العراقية والحشد الشعبي، لكن أمريكا بطبيعة الحال لا تريد إستقراراً للمنطقة، لذا تحاول جاهدة إشعال فتيل الحروب في منطقتنا، بمخططاتها التدميرية لرسم خارطة جديدة في الشرق الأوسط، ومن هنا لابد أن موقف العراق حقيقياً ولاعباً محورياً للضغط، وليس لتصفية الحسابات، فسجل دورك لصالح الحق.
https://telegram.me/buratha