المقالات

السيدين الخميني ومحمد باقر الصدر..زمن فات ..زمن آت

1645 2019-04-12

قاسم العجرش

 

 

منذ سبعينيات القرن الفائت؛ حدث تغير جوهري في حياة المسلمين عامة، والعراقيين منهم على وجه التحديد، فقد بدأت بوادر الصحوة الأسلامية الناعمة، ودبت في أوصال مجتمعنا، ثقافة كانت مغيبة منذ زمن طويل.

قبل ذلك الميقات المفصلي، لم نكن كما نحن اليوم؛ وتتذكرون تلك الأيام؛ حيث كانت قلة من الفتيات المتعلمات، أو الملتحقات بالمدارس الثانوية والجامعات يرتدين الحجاب، وكانت تنورة الميني جيب، بخمسة عشر سنتمترا فوق الركبة هي الملبس الشائع لهن.

آنذاك وقبله؛ كانت ظواهر الهيبيز والخنافس، وبنطلونات الجارلس الفضفاضة التي تسحل في الأرض، هي عنوان الشباب، بشعورهم الطويلة المتهدلة على الأكتاف، وكانت حانات الخمور في مدننا الكبرى، تنافس أعدادها؛ أعداد محلات الموبايل في أيامنا هذه، وكان بين حانة وحانة حانة.

في ذلك “الزمن الذي يحن اليه العلمانيين، ومعهم جوقة أدعياء المدنية و”الرفاق” شيوعييهم وبعثييهم، ويطلقون عليه اليوم عبارة “الزمن الجميل”، وحتى كانت مواخير الرذيلة شبه علنية، وكأنها مجازة رسميا.

ولإتمام الصورة؛ نستذكر أنه كان من النادر أيضا؛ أن تجد شابا ملتحيا، وكانت المساجد قفرى إلا من مسنين يعدون أنفسهم للرحلة الأبدية.

لا نبغي عرض الصورة؛ بل  نود الإشارة الى أن الصحوة الأسلامية، بدأت في تلك الأيام؛ بمؤثرات وأسباب عدة، لا يكفي المقام لها جميعا، ونسعى لتحفيز ذاكرة جيل تلك الفترة والتي سبقتها؛ على تذكر ما حدث، على شكل شريط سينمائي، وستتوفر لدينا ملايين الأشرطة، التي ستكون بحاجة الى دبلجة، فلغة تلك الأيام غير لغة هذه الأيام، والجيل الحاضر؛ سوف لن يصدق؛ أن كثيرا من الآباء وبينهم أبا أحدهم، كانوا يعتبرون إحتساء الخمرة في البيوت ليس عيبا!

في ملامح البداية؛ أي في سبعينيات القرن الفائت، بدأت مساحات عديدة من المجتمع تصحو من غفلتها، وبالطبع كانت البدايات فردية، وكان الإسلاميون آحادا، لكنهم بدأوا واضحين في المجتمع، وصرنا نرى شبابا ملتزمين، كانت وجوههم تختلف عن وجوه غيرهم، وكانوا بسحنات يكسوها وقار أنيق، لحى خفيفة، مهطعين روؤسهم؛ لا ينظرون الى ما فوق ركب زميلاتهم في الجامعة.

هن أيضا بدأن يشعرن بالضيق، وتسائلن في أنفسهن وفي مجالسهن “البناتية”: ألا يغري ما فوق ركبنا زملائنا، الذين أشاحوا بوجههم عنه!؟ لقد كان بينهن آحاد من البنات الملتزمات، وكان منظرا غريبا أن ترى في الجامعة عباءة، لكن هذا المنظر أخذ يفرض نفسه، وصرت ترى عباءة هنا وعباءة هناك، ورويدا بدأت التنورات تطول..وصحونا!

بعد تلك الأيام بسنوات عدة؛ أصبحت للإسلام بصمته الملحوظة، وكنت تشعر بها في اللباس واللغة، والتعامل اليومي والعلاقات بين الجنسين والفن والأخلاقيات، وبدأنا نشعر أن الأسلام مصدرا للقوة، ورافدا للموثوقية، ودافعا للتغيير، وبدأت أسماء لمفكرين إسلاميين تطرق بقوة أسماعنا..يومها سمعنا عن رجل دين أسمه الخميني، وآخر أسمه محمد باقر الصدر، وكانا عنوان تلك الصحوة الأبرز..

كلام قبل السلام: المعاندون والمكابرون؛ وحدهم من يبخسون هذا الدور..وحتى هؤلاء، وحينما يضعهم صادع بالحق في زاوية ميتة، يقرون بسطوع النهضة التي قادها الإمام الخميني”رض”، ودورها في صناعة يومنا وغدنا.

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك