علي الطويل
تعودنا على مواقف بعض الساسة العراقيين ان لايكون لهم راي خاص في كل اوضاع العراق ، وانما يميلون حيث ياتي المال وحيث تكمن المصالح ، فهذا البعض نشأ وترعرع سياسيا ولم يكن له موقفه بارادته ، حيث انشات الولايات المتحدة الامريكية ومحورها مجموعات عراقية موازية للمعارضة الوطنية التي كانت تقارع النظام ، وهذه المعارضة كانت تعبر عن الراي الامريكي في كل مواقفها في تلك الفترة ، وما ان تاسس العراق الجديد حتى اخذوا مكانا بين القوى السياسية فاصبحوا العامل الامريكي في العملية السياسية يتبنون مواقفها وينطقون عن لسانها في كل المواقف المفصلية الخاصة بمستقبل العراق ، وخاصة تلك التي تتعلق بالعلاقة مع ايران ووجود القوات الامريكية والوضع القانوني للحشد الشعبي .
واليوم نسمع الطرح الذي طالما صم اسماعنا منذ بانت الانتصارات الكبيرة للحشد الشعبي على الدواعش والى الان بظرورة حل الحشد الشعبي ، واثارة وفبركة الاكاذيب حول وجوده وحركته وتعاملاته ، لقد اظهر الحشد الشعبي مخاوف المناوئين للعلن بعد ان كتموها ابان سيطرة الدواعش على ثلث العراق ولم يجدوا من ينقذ عروشهم منها ، ولكن ما ان تعاظم دور الحشد بدأ ينطقون بما تدق به صدورهم ، اذ ان الحشد الشعبي لم يكن الا قوة عراقية وطنية صافية مخلصة همها العراق ووحدة العراق وانقاذ العراق ، وبدأ يتوسع دورها خاصة بعد انتهاء القتال واصبح لهم دور في الجوانب المدنية للحياة ، وخاصة في مسالة معالجة السيول وانقاذ مناطق عديدة من الغرق في البصرة والعمارة وديالى وصلاح الدين والموصل وكركوك ، الامر الذي اظهر عجز بعض الوزارات والمحافظات التي لم تستطع مواجهة تلك السيول رغم اللمكانيات والتخصيصات وقلة ذلك لدى الحشد الشعبي .
هنا ظهر قلق القوى المعادية بان هذه القوة المتنامية ليس اهتماماتها عسكرية فقط بل ربما سيكون لها دور اكبر وسيكون مصدرا لامال الناس وتطلعاتهم ، وبالتالي سيكون لهم تعاظم في القوة الشعبية والجماهيرية وسيكون الفاسدون والمهرولون وراء المواقف الامريكية في زاوية ضيقة وموقف لايحسدون عليه ، بل ربما سوف لن يكون لهم مستقبل واضح في العملية السياسية لا دور في الحكم ، لذلك اخذوا يفصحون عن مواقفهم بشكل لافت وينسقون تلك المواقف بانسجام مع المواقف الامريكيه ومحور التحالف الامريكي في المنطقة ، ان الحشد الشعبي قوة عراقية انشأت بفتوى مقدسة ، وجذور هذه القوة عميقة مترسخة في المجتمع العراقي ووجودها كذلك اصبح جزء مما يتمسك به العراققين في وجدانهم فلا تستطيع اية قوة مهما تعاظمت قوتها ان تمس اخلاصها او تنال من حركتها ومواقفها تجاه كل قضايا الوطن ، فعلى هؤلاء السياسيين ان يراجعوا مواقفهم وتصريحاتهم لانها تغرد خارج السرب العراقي الذي اوشك ان يصل اهدافه السامية بوجود الحشد الشعبي ،
https://telegram.me/buratha