المقالات

حتى لا نعود الى مربع غادرناه..!

1566 2019-04-18

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

تردد في وسائل الإعلام، أن هناك حراكا سياسية خفيا وسعيا محموما، لهدم تحالفي البناء واللإصلاح، وتشكيل تحالف معارض من جماعتي العبادي والحكيم، للوصول الى هدف الإطاحة بحكومة عادل عبد المهدي، وتولية العبادي بديلا عنه!

للتفسير ولرؤية ما سيحدث؛ فإن الديمقراطية تعني وضع السلطة السياسية بيد الشعب، وضمان حقوق المواطنين وحرياتهم، التي يكفلها دستور يوافق عليه الشعب، وبما يُتيح للأفراد والجماعات ومن دون أي تمييز، حق المشاركة في وضع السياسة العامة للدولة، وفي اتخاذ القرارات وصناعتها، بشكل يكفل تنظيم الجماهير الشعبية وتعبئة طاقاتها.

يُعد تداول السلطة سلميا؛ ظاهرة ديمقراطية صحية، تتطلب وجود قوى سياسية تتنافس للوصول إلى السلطة، من خلال الحصول على أصوات الناخبين وكسب ثقتهم، وفق برنامج سياسي يأخذ بعين الاعتبار، تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمواطنين.

بمعنى آخر؛ فإن التداول يمثل آلية سياسية ديمقراطية، تسمح للقوى السياسية بتداول السلطة، حسب تغيير موازين القوى، بما يؤدي إلى الاستقرار السياسي للأنظمة، ويُبعد البلاد عن الفتن والفوضى، والانقلابات والثورات، لأنه يسمح بانتقال السلطة سلميا، من أغلبية حاكمة إلى معارضة؛ عن طريق صناديق الاقتراع.

عن طريق التداول؛ لا يمكن أن توجد أغلبية دائمة ولا معارضة دائمة، وعلى هذا النحو، فقد مرت أنظمة عديدة بمراحل هامة من التداول، ونتذكر كيف استقال ديغول من السلطة، بعد فشله في استفتاء 1968، وهُزم تشرشل في الانتخابات البريطانية، بعد النجاحات التي حققها لبريطانيا؛ في الحرب العالمية الثانية.

خيار التداول السلمي من أسلم الحلول وأنجعها؛ لاستمرار الحكم الديمقراطي، لكنه من الخيارات الصعبة؛ لدى الأنظمة التي مرت بصراع طويل مع مبدأ الشرعية، وقد يستلزم التعاطي مع خيار التداول السلمي، حلولا عدة وآليات مختلفة، بعضها صعب ومعقد، كأن يتم اللجوء الى المحاصصة والتوافقات السياسية!

التداول السلمي يستوجب وضع آليات وأسس وقواعد دستورية، تكفل الممارسة الديمقراطية الحقيقية، إن كان  يُراد التأسيس للحكم الديمقراطي، وليس الترسيخ للمتاهات السياسية، التي قد تعود بالأوضاع إلى مربع قديم، ولا تخرج السلطة من دائرة سياسة البناء على الأنقاض، كما يحصل في العراق منذ ستة عشر عاما!  

استقرار أي نظام سياسي، رهين بقدرته على صياغة آلية دستورية صارمة ومحترمة من قبل الجميع، تضمن الانتقال السلمي للسلطة، وتسمح بالمشاركة السياسية، بين الاتجاهات المختلفة، وفق أسس ومبادئ النظم السياسية، في ظل تعددية حزبية؛ غايتها الوصول إلى سلطة هدف وليس هدف السلطة!

التداول السلمي للسلطة؛ يستلزم وجود تعددية حزبية، وتنافس سياسي حقيقي، وانتخابات دورية حرة ونزيهة، ورأي عام قوي وقادر على التأثير، ووسائل إعلام نشطة، تقوم بدور رقابي فاعل، وهيئات رقابة أخرى؛ تقوم بمحاسبة القائمين على السلطة.

أهم شروط تحقيق التحول الديمقراطي؛ توافر حد أدنى من الثقافة السياسية، ووجود إجماع نخبوي حاسم؛ وغير متردد حول الخيار الديمقراطي، وتوفر حد مقبول من الرخاء الاقتصادي للمواطنين، يحفظ المسار الديمقراطي من الانحراف، والتأثر بالمحيط الخارجي؛ الداعم لمساعي التحول إلى الحكم الديمقراطي.

كلام قبل السلام: فهل يحمل الحراك الذي أشرنا اليه في المقدمة؛ بعض هذه الشروط، أم أنه سعي نحو السلطة كهدف؟!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك