المقالات

اما أن للحشد ان ينصف؟!

1682 2019-04-20

علي الطويل

 

في مثل هذه الايام وعندما كان البعض يرزم حقائبه للهرب ، كان هناك فتية حملوا قلوبهم على الاكف وهبوا لنصرة العراق، فما ان نطق لسان الخطيب بالفتوى للجهاد الكفائي حتى هب الاوفياء لتلبية نداء المرجعية التي قالت ان من يدافع عن وطنية فهو شهيد ، لقد علموا ان نتيجة هذا الجهاد هو الشهادة اي انهم اسرعوا وهم يعلمون ماهو المصير وماهي الخاتمة. هناك هدف  اغلى من النفس واسمى من ان يتشبث الانسان بحياته لو اصابه المكروه والمحذور ، انه الوطن والمقدسات والارض والعرض، تلك الاهداف التي زهد بها المرجفون الفاسدون والخونه ، وضعها الشباب الملتزم المتدين في حدقات عيونهم واغمضوا عليها كي لاتدنسها قطعان الارهاب المتمثلة بداعش .

لقد كان يوم اصدار الفتوى المرجعية يوماتاريخيا عظيما شرحت به صدور المؤمنين وارعبت به قلوب الاعداء بعد ضنوا ان هدفهم  قد اصبح قريب المنال وان خططهم قد بانت نتائجها بقضم العراق وتفكيك نسيجه وابتلاع ارضه ومياهه وخيراته، وبعد ان وصل الامر بالحكام والسياسيين الى ان ترتعد صدورهم خوفا وعجزا، تنفسوا الصعداء بهده الفتوى التي حولت مسار التاريخ باتجاه العزة والكرامة والرفعة  لهذا البلد الجريح ولهذا الشعب الكريم  بالفخر. لقد سطر رجال العراق الذين لبوا نداء المرجعية وتصدوا لداعش اروع مأثر البطولة التي لم يشهد لها التاريخ وسيسجلها باحرف من نور، فبعد انهيار كل شيء امام قطعان الارهاب المدججين بكل ماجادت به الصناعة الغربية من سلاح، وما اغدقته صناديق الفتنة من اموال الجوار اللئيمة، وما حملته عقولهم من غل وحقد وكراهية حتى حولتهم الى الات بشرية تحركها سوداوية العقيدة لتحطيم كل ماهو حي يقف امامهم يعارض هدفهم، جائت الفتوى بالشباب لتقف امام زحف هذه القطعان وتمرغهم ومن يقف ورائهم من قوى عالمية في تراب الصحراء وازقة المدن العراقية التي سيطروا عليها ، وتطرد من بقى من فلولهم خلف الحدود يهيمون على وجوههم لايعرفون اين مأواهم بعد تبرأ منهم الكثير ممن دعمهم.

تاسس الحشد بفتوى مقدسة  وعمد وجوده بدماء شباب العراق التي ارتوت منها ارضه وتوزعت خارطتها في كل شبر من ارض العراق ، فاصبح وجود هذه القوة مرهون بوجود العراق والعكس ايضا صحيح ، وما ان انتهت صفحة الجهاد وبدات صفحة البناء حتى كان الحشد ملبيا كذلك ، فكانت ازمة السيول التي اجتاحت جنوب العراق وشماله شاهدا تاريخيا على فشل الادارات في مواجهتها وتوارى الفاشلون في حل مشكلتها ، هب الناجحون مجددا لنجدت المدن الغارقة فانتصروا كعادتهم اذا لايعرفون الفشل او الهزيمة ، لانهم يستمدون العزيمة من عقيدتهم ومما يؤمنون به.

وفي خضم هذه الانجازات وماسجلته اسطر التاريخ من فخر للحشد الشعبي ، ياتي من يغرد خارج السرب ليزهد بكل هذا السفر الخالد وينتقص ويستهين بهذا الانجازات فيطلب حل الحشد بدعوى ان مهمته قد انتهت ، ان هذا البعض الذي يسير في ركب الداعمين لداعش كان قد حجز مكان له في فنادق عمان عندما كان المجاهدون ينزفون الدماء للدفاع عن الوطن، فقد تعودنا منهم ان يرددون مايتلفظ به الناطق باسم الخارجية الامريكية ، ولكن لهؤلاء نقول ان وجود الحشد الشعبي لم يعد قضية مزاج لسياسيي الصدفة ، بل اصبح وجوده متجذر بعمق تاريخ هذا الشعب وحياته ووجوده مقرون بالعزة والكرامة لهذا البلد ، ومن يريد ان يحل الحشد عليه ان يجد بلد يأويه لان حل الحشد يعني حل العراق لقمة بيد الاعداء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك