المقالات

كلا للتفوقِ..نعم للنصبِ والاحتيالِ!

1660 2019-04-23

حلا الكناني

 

حاربت الساعات أيامها، وسارت عقارب الساعة عكس مدارها، وصارت شمس العلم تُحتضر ما بين هجير الجهل، وارتفاع حِمم الزيف، والكذب، وهُجر الكتاب، وأصبح يتسول على أبواب الطرقات، ويبتاع نفسه بأزهد الاثمان، وما وجد من يشتريه سوى من عفى عليه الزمان، وتهافت الناس على مأدبة فيها من الطعام ما لذّ، وطاب، وكلما ملئوا منها البطون، شعروا برغبة في المزيد، وما ادركوا أنما تلك المائدة ذات شبع قصير، وجوعٍ طويل.

(من جدّ وجد، ومن زرع حصد)، عرفنا ذلك منذ نعومة اظافرنا، وحفظنا ذلك كما أسماءنا، وكنا نعيش ذلك واقعاً حيّاً، وما ان صعد بنا سلّم التفوق الى أعلى القمة، حتى فوجئنا بوادٍ عميق غير ذي حياة يفصل بيننا، وبين احلامنا الشرعيّة، وصرنا بحاجة الى جسر يعبر بنا الى الضفة الاخرى من النجاح، فشُلّت حركتنا حينها، وظلنا عاكفين في أماكننا ننتظر بصيص الأمل دون جدوى، وبينما نحن على هذا الحال من اليأس، والعجز، واذا بمن تخلفوا عنّا كثيراً يصعدون بمصاعد كلمح البصر، أو هو أقرب، وما ان وصلوا القمة، كان بانتظارهم في الاعلى بساط الريح السحريّ الذي لا يتسع الا لهم، ويرفض ان يرتاده الغرباء عن نسيجه، فهم، وهو من نسيج واحد، ولا عجب ان يرفض ذلك الدخلاء.

وقفوا على الضفة الاخرى من النجاح ساخرين ،ومُكّنوا في البلاد شرّ تمكين، وصاروا يلّوحون لنا ان ألزموا اماكنكم حتى تشيب منكم الأجساد، وتمسكوا بفلسفتكم الكونفيشيوسية التي تصعّب كل شيء في الحياة، اما علمتم انما الحياة الا لعبة، ومن يجيد فن الخداع سيكون من الفائزين، ومن يلتزم المبادئ سيُقصى، ويكن من الخاسرين، وما التفوق الذي عُلمّتموه، ونشدتموه الا نسجٌ من خيال، وإن واقعنا يقول ان (من جدّ في الاحتيال وجد، ومن نصب على الناس حصد).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك